نظمت صباح أمس مجموعة من الطلبة المتطوعين تحمل اسم « لي دوناكير» (Les DonàCoeurs) حملة تنظيف بالجناح المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة بمؤسسة الطفولة المسعفة بنون رقم 2 حي الأمير عبد القادر بوهران. المبادرة الإنسانية الخيرية التي انطلقت في حدود الساعة العاشرة صباحا، بمشاركة أزيد من 50 متطوعا ومتطوعة، استطاعت أن تعيد جمالية الجناح، الذي يقيم فيه 21 فردا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعانون من إعاقات مختلف (ذهنية، حركية وجسدية)، إذ وفي أجواء أخوية وعائلية حميمية، تمكن هؤلاء الشباب المغامرون المحبون للخير ومساعدة الغير، من جمع قرابة ال30 كيسا كبيرا من القاذورات والأعشاب الضارة وتجديد ودهن الكراسي وألعاب التسلية التي تقع خلف جناح ذوي الاحتياجات الخاصة، «الجمهورية» التي شاركت هؤلاء المتطوعين هذه الحملة، وقفت على مدى جدية وعزيمة هؤلاء الطلبة في إعادة الروح لهذا المكان، حتى يشعر هؤلاء المتخلفون ذهنيا، بالراحة والطمأنينة والهدوء، إذ وبالرغم من الحرارة الشديدة التي ميزت هذا اليوم والتي تجاوزت ال34 درجة، إلا أن هذه المجموعة من المتطوعين واصلت عملها ومهمتها النبيلة وتمكنت من تنظيف المحيط الخارجي، في ظرف زمني وجيز حيث وبعد أن كان هذا المكان مليئا بالأعشاب الضارة ومختلف بقايا القارورات والأكياس البلاستيكية، تحول إلى حديقة نظيفة وفناء جميل سيسمح للمربين ال5 ( 3 نساء في النهار ورجلين في الليل بالتناوب) الذين يشتغلون في هذا الجناح من العمل في ظروف مريحة وتسمح لهم بتطبيق البرنامج اليومي بحذافيره، وإيجاد مساحة ترفيهية جديدة لهؤلاء المعاقين الذين هم بحاجة إلى مثل هذه المرافق والهياكل البيداغوجية التي تمكنهم من تجاوز الروتين اليومي، واستنشاق الهواء النقي، وعدم الشعور بالوحدة والملل في مختلف غرف النوم، وما يجدر الإشارة إليه هو أن هذه المجموعة من الشباب المتطوع التي تملك صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وتتكون من 30 ناشطا اجتماعيا، استطاعت ومباشرة بعد الإعلان عن المبادرة أن تصل إلى أكثر من 50 متطوعا، لبوا النداء صباح أمس وشاركوا في حملة التنظيف بوسائلهم وإمكانياتهم الخاصة، حيث منهم من تكفل بنزع الأعشاب، ومنهم من أسندت له مهمة دهن الكراسي ولعب التسلية، وآخرون قاموا بجمع بقايا القارورات والأكياس البلاستيكية دون أن ننسى قيام بعض الشباب بإعداد الجدران الخلفي للجناح لطلائه من جديد. الحملة متواصلة ومفتوحة للجميع حيث كشفت لنا رئيسة المجموعة رحال غزلان، أن هذه الحملة التي انطلقت أمس ستتواصل إلى حين القضاء على جميع النقاط السوداء التي كانت تشوه منظره، مضيفة أنها مفتوحة للجميع، وتهدف إلى إدخال الفرحة في نفوس المرضى، مشيدة بالتسهيلات التي قدمها مدير مؤسسة الطفولة المسعفة، والمدير الولائي للنشاط الاجتماعي، اللذان رخصا لهم بالنشاط داخل المركز، ومنحا لهم جميع الضمانات ووسائل العمل التي يحتاجون إليها من أجل تنظيف جناح ذوي الاحتياجات الخاصة، معبرة عن استعدادها للقيام بمبادرات أخرى مستقبلية داخل المؤسسة أو حتى بأماكن مختلفة بولاية وهران. من جهته أكد شتير الطيب نائب مقتصد بذات المركز، أن جميع الأبواب مفتوحة للراغبين في تقديم يد العون والمساعدة للمقيمين في المؤسسة، موضحا أن الجميع مجند للتكفل بهؤلاء اليتامى مشيدا بالهبة التضامنية التي يتميز بها سكان الباهية، الذين يقدمون في الكثير من المرات بعض الهبات التي يحتاجها الأطفال، مشيرا إلى ضرورة تدعيم الطاقم العامل بالمؤسسة بمختصين في التأهيل الجسدي، ومربين حتى يتمكن من تقديم خدمات في مستوى تطلعات هذه الفئة من المعاقين ذهنيا، ليختم تدخله أن أبواب إدارة المؤسسة مفتوحة لجميع الخيريين والمحسنين وأن جميع العمال ومدير المركز ساهرون للتكفل بهؤلاء اليتامى الذين يعتبرونهم بمثابة أبنائهم وفلذات أكبادهم ومن الضروري والواجب التكفل بهم وتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات.