يقول كريستوف بالاي المترجم الفرنسي للأعمال الأدبية الفارسية :« إن الأدب الفارسي المعاصر هو أدب عالمي ويعتقد أن من يقرأ عددا من القصص من هذا الأدب سيدرك حتما أنه أمام أدب حقيقي من حيث الكتابة و الأسلوب و الفن القصصي» ،و يؤكد أيضا أن ما يقال عن ايران في الصحافة الثقافية و الفنية العالمية يعتبر «كذب غير موثوق» وإن أردنا أن نبدي شيئا من المرونة فانه يجب القول إنه أدب عالمي تقدم عنه الصحافة العالمية صورة خاطئة . و نحن حين نذكر أعلام تلك البلاد «صمد بهرنقي...جلال آل حامد...هوشنغ غاليشري ...صادق هدايات»... نذكر في الأقلام النسائية حتما زويا بيرزاد ، الغريبة في أسلوبها , الممتنعة عن الملهاة و عن الفرح ...من الكتاب الفرس الذين لهم جمهور كبير من القراء أشهرهم مارك لوي و آنا غوالدا ...تكتب زويل بمجموعة من العواطف المشتعلة بالوطن و الهوية الأرمنية الفارسية وبالهجرة ...من مواليد عام 1952 من أب روسي و أم أرمنية بمدينة عبادان الفارسية، تكتب الرواية و القصة القصيرة، ويقال نقديا أنه من أحد أسباب نجاحها هو أنها في الوقت ذاته تكتب بعاطفية و بنظرة عالية دقيقة محللة للحياة و إن ما كتبته حول المرأة الإيرانية والأزواج الإيرانيين و الأسرة الإيرانية جعل بعض الطقوس الغامضة تكتسب طابعا دوليا وأن العالم كله يستطيع أن يفهم بسهولة بأن قضايا الأنثى بايران و هويتها و انشغالاتها وممارساتها الدينية و الحياتية هي ذات القضايا التي تشغل جميع نساء العالم بكل ثقافاتهن وهذا الانفتاح هو ما استقطب جمهورا كبيرا إلى أعمال هذه الأديبة . في روايتها الأشهر على الإطلاق « سأطفئ المصابيح « الصادرة بايران في طبعتها الأولى والحاصلة على أفضل رواية لسنة 2009 و المترجمة للصدور عربيا من طرف الدكتورة «هويدا عزت محمد « والدكتورة» منى أحمد حامد «عن مكتبة الشروق الدولية ...في هذه الرواية تقدم المؤلفة صورة نابضة بالحياة من خلال يوميات أسرة أرمينية تحيا حياة ثرية بالتجارب و الإسقاطات والرموز الإنسانية العامة وتجعل من الترحال المستمر قرارا من قدر مجهول يلاحقها فترسم المؤلفة صورة ناضرة لما تتمتع به المرأة الإيرانية بعد الثورة بمحض إرادتها و رغبتها في الانفتاح على العالم، على عكس ما تروّج له الميديا العالمية ...لهذه المرأة بقلم بيرزاد قدرة كبيرة على التعبير و الحرية في طرح رؤاها و تجاربها دون عائق ... يتبع