تحول حي الدرب مساء أول أمس إلى مسرح لمشادات عنيفة زرعت الرعب في نفوس سكان الحي ، لحين تدخل مصالح الأمن الحضري السابع التي وضعت الحد لهذه الحادثة . وأكثر تفصيلاً فإن الشجار الغريب من نوعه سببه خلاف بين عائلتين أراد من خلاله أخ الضحية أن يثأر لشقيقه المقتول في شهر فيفري السابق والفصل بطريقته الخاصة في قضية مقتل شاب من طرف أحد جيرانه وهذا قبل أن تسلط العدالة حكمها وتعاقب الجاني حسبما ينص عليه قانون العقوبات . وبطريقة مغايرة تماماً عن المشادات المسجلة سابقاً بأحيائنا الشعبية لدوافع مباشرة أو غير مباشرة فقد إستعان أخ الضحية برفقائه وأصدقائه للإنتقام من عائلة الجاني إستنادا لقانون القوة لا غير وعليه خرج هذا الأخير برفقة عدد كبير من سكان الحي وتوجهوا مباشرة إلى نقطة هدفهم وبدون تردد بدافع الإنتقام لا غير . وما هي إلا مدة زمنية قصيرة حتى تحول الوضع إلى مسرح دموي كاد أن يسفر عنه ضحايا عديدة لولا تدخل مصالح الأمن ، حيث لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط بل طبقت عائلة الجاني معيار المعاملة بالمثل وسارعت هذه الأخيرة للدفاع عن نفسها مستعينة هي الأخرى بجيرانها وفي آخر المطاف إصطدم الفوجان في نفس الحي . وحسب مصدر مسؤول من مصالح الأمن الحضري السابع فإن عددهم تجاوز الخمسين ، حيث كانوا جميعهم يحملون أسلحة بيضاء وبالضبط "سيوف" إنتهت المواجهة بالضرب والجرح العمدي بإستعمال "السيوف" ضحيتها شباب من الطرفين على حد السواء ولم يتم وضع حد لهذه الحادثة إلا بالإستعانة برجال الشرطة الذين قاموا بدورهم بتوقيف بعض المخالفين . من جهة أخرى فقد إستقبلت مصلحة الإستعجالات التابعة للمستشفى الجامعي بن زرجب عدداً كبيراً من الجرحى الذين تعرضوا لأضرار جسمانية متفاوتة الخطورة جراء الإعتداء ، حيث إستفاد هؤلاء من علاج إستعجالي لتجاوز أي تعقيدات جسدية من شأنها أن تحدث مضاعفات خطيرة . للإشارة فإن القضية المطروحة على مستوى المحكمة والتي تخص القتل العمدي ستنظر فيها الهيئة المختصة في ال 24 من الشهر الجاري وبالطريقة التي تحددها هذه الأخيرة حتى تسلط عقوبتها على الجاني والمتسبب في إزهاء روح شاب عمداً بعدما عجزت المصالح الإستشفائية المتخصصة عن إسعاف الجريح وإنقاذ حياته .