أكدت الشاعرة اللبنانية مريم مشتاوي أن الشاعر الحقيقي هو الذي يستطيع أن ينقل تجربته للآخر بصدق و يعبر عما بداخله بموسيقى تحمل نغما و شجنا يمكنه اختلاج الآخر، فالشاعر الحقيقي –حسبها- هو صاحب تلك القصيدة التي يمكن أن تتفجر في الأعماق مثل كبسولة مكثفة محكمة بالمشاعر و الصور. مريم مشتاوي التي التقتها الجمهورية خلال زيارتها لمدينة قسنطينة، تحدثت عن مكانة المرأة الشاعرة في المشهد الأدبي العربي، حيث أشادت بتألق حواء في الشعر العمودي إلى قصيدة التفعيلة وقصيدة النص المفتوح، وانفتحت أكثر عبر كتاباتها و إبداعاتها ، محاولة تجاوز وتخطي كل العقبات ردّا على من ينتقد جرأة نصوصها وكتاباتها ،خاصة و أنه لا يوجد حسبها ما يسمى اليوم ب " طابوهات " الكتابة، كما كشفت صاحبة ديوان "حين تبكي مريم" أن الألم ليس دوما الدافع الحقيقي للإبداع، فهناك الفرح والحب،لكن رغم هذا يبقى من المسببات الكبرى لتمخض الكتابة الشعرية . وفي ذات الصدد أوضحت مريم مشتاوي أنها تعيش كإنسانة ضمن ضوابط أسرية لا تستطيع أن تتخطاها إلا من خلال النص، معتبرة أن كل ما يتم كتابته يوظف لصالح مضمون النص، خاصّة فيما يتعلق بالمرأة التي لا تعامل مثل الرجل في الوطن العربي، مشيرة إلى أنه لا فرق بين الكتابة النسوية و الكتابة الذكورية ، و إن كانت هناك بعض الملامح النسائية التي تظهر في نص مفعم بالإحساس والعواطف الجياشة ما يوحي أنها مولود امرأة، لكن هذا لا ينفي تميز الرجل أيضا بالنصوص العاطفية . ومن جهة أخرى دعت مريم مشتاوي شاعرات الجيل الصاعد، خاصة المبتدئات إلى ضرورة الكتابة في بداية مشوارهن عن الطبيعة و التفاصيل الصغيرة من الحياة ، وألا يحضرن أنفسهم في نصوص الحب ، وكذا الإكثار من القراءة قبل البدء في الكتابة، لأن الكتابة من دون نضوج و معرفة و ثقافة واسعة تبقى مجرد كتابات فقيرة لا تصل للآخرين، وذلك من خلال الإطلاع على كتابات الغرب و الانفتاح على الآخر، و التعرف على هوية كتاب مثل ماركيز و ريكلي، لأن العمل الأدبي في نظرها يحتاج إلى العلم و المعرفة و الثقافة الواسعة فالموهبة وحدها لا تكفي. وتجدر الإشارة إلى أن مريم مشتاوي واحدة من الشاعرات اللائي تألقن في المشهد الأدبي العربي، تملك في رصيدها الكثير من الدواوين الشعرية أولها ديوان "حبيب لم يكن يوما حبيبي"، "ذكريات في حلم"، "ممر وردي بين الحب والموت" ، "هالوين الفراق الأبدي"، إلى جانب ديوانها الأخير "حين تبكي مريم" ، كما لها روايتي " عشق "و" ياقوت".