الأستاذة هبري فاطمة الزهراء، باحثة ومترجمة، متحصلة على شهادة الماجستير في تعليمية اللغات والمصطلحية، بموضوع موسوم ب " ترجمة النصوص المتخصصة في المجال الطبي / من الفرنسية إلى العربية " من جامعة تلمسان سنة 2014. تدربت على الترجمة بمكتب الترجمة ، حيث ترجمت عددا كبيرا من الوثائق الإداريةوالقانونية ممّا أهّلها للالتحاق بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران لتشغل منصب مكلف رئيسي بالإعلام العلمي والتكنولوجي. وهي الفترة التطبيقية التي أهلتها لتحسين وتطوير قدراتها وكفاءاتها. من خلال الاحتكاك الدائم بالباحثين والخبراء وإنجاز عديد من الترجمات وحضور الورشات المنصبة لاكتساب المهارات المنهجية والدكتورالية والتقنية الترجمية، هذه الأدوات العلمية التي تعد بمثابة محفز إلها ودافع حب للباحث المبتدأ في ميدان الترجمة والترجمة الفورية. الباحثة بصدد تحضير أطروحة الدكتوراه في الترجمة حول موضوع مهم يخص تعليمية الترجمة واللغات بجامعة تلمسان. معتمدة أساسا على فكرة أن التّكوين في الترجمة في الجامعة الجزائرية مرّ بعدّة مراحل مصيرية إضافة إلى تغييرات جذرية عديدة و التي غيرت من سيرورتها ونتائجها وحتى في تأثيرها في المتعلّم والمعلّم على حد سواء. إذ تمّ ادراج شعبة الترجمة في التعليم الجامعي بالجزائر العاصمة منذ1964 ومن هنا تستنتج بأنّ الترجمة عريقة في النظام التعليمي العالي في الجزائر، لكن منذ ظهورها لم تعرف الترجمة استقرارا، ففي البداية ظهرت ضمن إطار كلية الآداب والعلوم الانسانية، ثم استقلت بذاتها لتدرس في إطار معهد الترجمة والترجمة الشفهية، ثم ألحقت بعد ذلك بكلية الآداب واللغات وأصبحت قسما تابعا لها، لكنها عرفت استقلالا جديدا في السنوات الأخيرة و تحولت إلى معهد للترجمة قائما بذاته. فهذا التغيير همش الترجمة في بلادنا و أحطّ من مكانتها، فهي لا تلقى دعما مما جعلها في آخر مطاف العلوم كما ونوعا. فلا ندري لحدّ الآن هل الهدف من هذا التكوين هو إعداد مترجمين أم أساتذة لغات؟. تعتبر الأستاذة هبري فاطمة الزهراء عضوا مؤسسا لبيت الترجمة والجمعية الجزائرية للدراسانت الترجمة [قيد الاعتماد]. وأرجعت الفضل في هذا إلىد.عبد الرحمن الزاوي، أستاذ نظريات الترجمة بمعهد الترجمة بجامعة وهران1، الذي يولي اهتماما خاصا بالتكوين وإعادة الرسكلة في الترجمة لكل الناشطين وممتهني الترجمة على مستوى الجزائر. فمن خلال الملتقيات العلمية العديدة التي أشرف عليها استطعنا – تضيف الأستاذة هبري- نحن الشباب المتخرجين من أقسام اللغات والترجمة أن نكتسب تجربة أعتقد ستأهلنا لأن نحمل على عاتقنا مستقبل الترجمة في الجزائر. وقد أبدت الأستاذة هبري تفاؤلها من تأسيس [ال ج.ج.د.ت] هذه الجمعية التي ستشغل فيها منصب أمينة المال بحيث تعدّ مبادرة جيّدة في حقل الترجمة والأولى من نوعها، وستثمّن نشاطاتها في مجلّة سداسية تتناول جلّ الأعمال المترجمة بالإضافة إلى ترجمة النصوص الروائية الجزائرية والكتب في مختلف المجالات العلمية والقانونية، بهدف الارتقاء بالترجمة في الجزائر وارجاع مكانتها التي تليق بها بعد أن شوّهها الدّخلاء.