يلعب الإعلام دورا كبيرا في اطلاع المواطن على مختلف الأحداث المحلية والدولية وتوعيته بالقضايا المتعلقة بالمجتمع بشرحها والتعليق عليها واتخاذ موقف منها كما أن له دورا هاما في التأثير في الرأي العام وتوجيهه وإعادة تشكيله وتطويعه لإقناعه بما يقدم له من برامج وأفكار ومشاريع واشخصا أيضا وتزداد أهمية الإعلام في المواعيد الهامة كالانتخابات الوطنية والمحلية التي تحظى باهتمام بالغ لدى المؤولين والصحافيين والجمهور حيث يسود التنافس للفوز بأكبر عدد من أصوات الناخبين بعد أن هبت ريح الديمقراطية على اغلب الدول العربية وأسندت مهمة إنجاح العرس الانتخابي لوسائل الإعلام التي تعددت وتجاوزت الحدود الجغرافية بفعل الثورة التكنولوجية الحديثة والسماء المفتوحة المزينة بالأقمار الصناعية والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت ومن المهام المسندة إلى الإعلام العربي، الترويج للانتخابات وربطها بالحرية والديمقراطية وتوعية الجمهور لممارسة حقهم في الانتخاب واختيار ممثليهم في المجالس المحلية والبرلمان والتغطية المكثفة للحملات الانتخابية والسماح للأحزاب السياسية والمرشحين بإيصال رسائلهم للمواطنين وشرح برامجهم الانتخابية وتنظيم لقاءات ومقابلات مع السياسيين والمحللين لتسليط الضوء عما يدور في تلك الحملات الانتخابية ومحاولة معرفة حظوظ الإطراف المشاركة في العملية الانتخابية وقد صارت اغلب الدول العربية تعتمد على الانتخابات كواجهة ديمقراطية بما فيها بعض الدول ذات الحكم الوراثي كالمغرب والأردن والكويت حيث يتم انتخاب مجلس النواب بالاقتراع العام والحزب الفائز يكلف بتشكيل الحكومة سواء كان من المعارضة أو الموالاة. هل الرقابة كافية؟ ولا يكتفي الإعلام العربي بالمتابعة وتغطية مجريات الحملات الانتخابية فهو يمارس الرقابة وينتقد ويعارض ويؤيد ويتخذ مواقف من المرشحين والأحزاب التي ينتمون إليها ولا يكتفي بدور الملاحظ المحايد فالتخندق موجود بدوافع فئوية وأيديولوجية وجهوية وحتى طائفية كما هو الحال في لبنان والعراق مثلا كما أن للمال نصيبا في العمليات الانتخابية خاصة في وسائل الإعلام الخاصة بشراء مساحات في الجرائد لنشر البرامج الانتخابية أو لبث حصص في القنوات التلفزيونية الخاصة أم في الإعلام العمومي فيتم توزيع الوقت والحصص على المرشحين بنسب معينة يحددها قانون الانتخابات وهناك قنوات عربية أصبحت تشارك في الحملات الانتخابية خارج الدولة التي تنتمي إليها مثل قناة الجزيرة القطرية التي تخصص أياما لتغطية أي عملية انتخابية بالوطن العربي عن طريق بث التقارير وتنظيم اللقاءات والاتصال بالشخصيات السياسية والإعلامية لمعرفة آرائهم وملاحظاتهم وتوقعاتهم وبالتالي فان العمليات الانتخابية في البلدان العربية تخضع لعوامل مختلفة تؤثر عليها سلبا وإيجابا من بينها الإعلام الذي يمثل همزة الوصل بين الطبقة السياسية والمواطنين فينقل الوعود والخطابات والتصريحات للمواطنين الذين يعبرون بدورهم عما يحتاجون إليه من مشاريع وخدمات وقد يؤدي الإعلام إلى عدم الثقة في المرشحين والسياسيين لدى الناخبين والشعب بصفة عامة وذلك بما ينشره من أخبار حول الفساد واستعمال المال لشراء الأصوات ورؤوس القوائم لضمان الفوز والحصول على الحصانة البرلمانية للإفلات من المتابعة القضائية وخدمة المصالح الخاصة من رواتب عالية ومكافآت وامتيازات ونقص الكفاءة، مما يفقد الثقة في العملية الانتخابية وحدوث العزوف الانتخابي كنوع من المقاطعة لتبقى الانتخابات العربية في حدها الأدنى بعيدة عن المعايير الدولية ويبقى دور الإعلام فيها محدودا رغم الضجيج الكبير فغالبا ما تكون النتائج مقررة سلفا والفائز معروفا منذ البداية.