لا يمكن لأحد أن يعرّج على تاريخ الكرة الجزائرية أو عالم التدريب ،دون أن يتذكر " المعلم" عبد القادر بهمان هذا الاسم الذي فقدته الساحة الرياضية الرياضية في شهر أفريل من سنة 2010 عن عمر ناهز 72 سنة ،على إثر مرض عضال أقعده الفراش لأشهر طويلة عانى خلالها المرحوم التهميش ،والوحدة ....حيث لم يشفع له تاريخه الحافل بالإنجازات في الكرة الجزائرية ،إذ لم يلق ولا التفافة رمزية أومعنوية من مسؤولين الكرة تخفف عنه ألام المرض ليغادر في صمت تاركا وراءه مسيرة حافلة بالتتويجات وزخما هائلا من الإنجازات سواء كلاعب أو مدرب ، الراحل عبد القادر بهمان من مواليد 1939 بدأ مشواره الرياضي مع فريق جيل تلمسان حيث تعلم أبجديات الكرة في هذا الفريق العريق خلال الفترة الاستعمارية أين التحق بصفوف الفريق في موسم 1952-1953 قبل أن ينتقل إلى راسينغ تلمسان سليل الوداد الحالي في عام 1959 في هذه الفترة تلقى الفقيد دعوة من المنتخب الوطني ،أين تحصل على لقب أفضل لاعب في الجهة الغربية، وبعدأن ذاع صيته مع الخضر آنذاك أبدت العديد من الأندية اهتمامها به ،والتي اختار من بينها ملاحة حسين داي الذي تقمص ألوانه لعدة مواسم وتوّج معه بلقب بطولة الجهوي ووصل معه إلى نهائي كآس الجزائز موسم 1966-1967 لكن السيدة أدارت وجهها له و اختارت وفاق سطيف ،بعدها كان اتحاد الحراش أخر فريق تقمص ألوانه حيث أنهى مسيرته كلاعب مع الكواسر ، ليدخل عمي عبد القادر عالم التدريب من بوابة الكواسر الذين قادهم إلى الفوز بلقب كأس الجزائر في موسم 1974 ضذ فريقه الاصلي وداد تلمسان ،ليصل مع الفريق في الموسم الذي بعده إلى النهائي مرة أخرى لكن الحظ في تلك المرة إبتسم لشبيبة القبائل ،قبل أن يثأر شيخ المدربين في موسم 1977 ويفتك الكأس من الشبيبة ، ليعود ويتولى العارضة الفنية لنصر حسين داي لمدة فاقت 16 سنة أين ساهم في صقل عدة مواهب كان لها شأن في الكرة الجزائرية على غرار الدولي السابق قندوز أو الناخب الحالي رابح ماجر،فرقاني،خديس والبقية هذه الإنجازات جعلت الراحل يلتحف بالعارضة الفنية للمنتخب الوطني سنة 1981 ،قبل أن يدرب العديد من الأندية التي كفريقه السابق وداد تلمسان ، وبعدها جمعية وهران،اتحاد العاصمة،وداد مستغانم ،اتحاد بلعباس،اتحاد مغنية،شباب بوقطب أين ترك بصمته في هذه الأندية سواء في مجال التكوين او التتويجات وإكتشاف المواهب، وبعيدا عن الرياضة فقد عرف المرحوم بحسه الثوري أين شارك في الحرب التحريرية على الاستعمار الغاشم تحت لواء صفوف جبهة التحرير الوطني حيث تم اعتقاله من 1956 -1958 من طرف السلطات الاستعمارية بسب نشاطه الثوري على مستوى سجن أولاد ميمون ثم نقل إلى سجن دار يغموراسن بالغزوات. هذا ويشهد له الجميع بصرامته وأخلاقه العالية ودوره في تربية الأجيال حتى خارج الملاعب إذ يذكر أحد معارفه بحي أبو تشفين بتلمسان أن الراحل كان يفرض نظاما صراما في حافلته الخاصة التي كانت تشتغل على خط تلمسان أبو تشفين ,إذ كان يشدد على الاحترام والنظام داخله،كل هذه الأمور جعلت إسم المدرب القدير يبقى محفورا في ذاكرة الأجيال ،ومرسوما بأخرف من ذهب في سجل الكرة الرياضية ،على الرغم من أن رحيل الفقيد كان في صمت .