تشهد الحديقة المتوسطية المحاذية لفندق «المريديان» بوهران ، وتحديدا بحي العقيد لطفي ، حركة غير عادية منذ انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة بروسيا ، وذلك على إثر تنصيب شاشة عملاقة تبث المباريات. ويشرع المواطنون الشغوفون بكرة القدم في التوافد على الحديقة يوميا انطلاقا من الساعات الأولى للمساء ، لمتابعة المباريات الأولى التي تنطلق على الساعة الواحدة زوالا ، لكن عدد الجماهير يزداد بل يتضاعف خلال الفترة المسائية بداية من الساعة الرابعة ، وخاصة خلال آخر المساء أين تبرمج غالبا أقوى مباريات اليوم ، وهو الوقت المفضل لجميع المتتبعين ، حيث تكون درجة الحرارة قد انخفضت والشمس قد بدأت في الغروب ، يقابلها بشكل تلقائي تحسن كبير في الصورة. ويتوافد على الساحة التي تبث فيها المباريات ، والمتواجدة بجزء الحديقة المحاذي للمحكمة ، مواطنون من الجنسين ومن مختلف الأعمار ، حيث تقوم بعض العائلات بمتابعة المباريات سويا ، فيما يجتمع بعض الشباب جنبا إلى جنب متفاعلين مع مختلف اللقطات الساخنة لمونديال روسيا ، وذلك للترويح عن النفس بعد يوم شاق ومتعب للبعض مثلما أكده لنا بعض من تحدثنا إليهم. ولا تقتصر مشاهدة مباريات المونديال في الهواء الطلق بالحديقة المتوسطية على الجزائريين فحسب ، حيث التقينا ببعض الأجانب من دول أفريقية أخرى يحضرون خاصة عندما يتعلق الأمر بمباريات تنشطها منتخبات أفريقية ، علما أن مونديال روسيا شهد مشاركة كل من المغرب، ونيجيريا، والسينغال، وتونس، ومصر. وبالرغم من غياب المنتخب الوطني عن مونديال روسيا ، إلا أن الجماهير الجزائرية من عائلات وشباب تتابع المونديال بمنازلها وخارجها. واستحسن الجميع مبادرة تنصيب الشاشات العملاقة ، خاصة وأنها توفر الصوت والصورة للعديد من الأشخاص الذين يتعذر عليهم مشاهدتها بمنازلهم لأسباب مختلفة ، من بينها ارتفاع تكاليف أجهزة القنوات الناقلة. وأجمع كل من تحدثنا إليهم على تفضيلهم مشاهدة المباريات خارج منازلهم وسط الجماهير ، لما في ذلك من طعم خاص تميزه الأجواء الحماسية والإحتفالية ، وسط المناصرة والتفاعل مع اللقطات. تجدر الإشارة أن حديقة جسر زبانة تعرف هي الأخرى بث مباريات مونديال روسيا عبر شاشة عملاقة ، حيث تعرف الأجواء نفسها.