لا الوقت أمهلنا ولا شظايا التاريخ الأمكنة تجمع فتاتها والصخر نزيف مستمر على هامة سيزيف سرقتم منا اللغة ووهج الأنفاس سرقتم نبض الروح وحرارة الدم المهاجر إلى المجهول لا عمر لنا ولا فسحة للقول سرقتم ماء البدايات وعطر الأولين مسحتم طيات العمر من كل المسامات هنا يتكسر الدمع حجرا في عيون القلب يحز الحلم من الوريد إلى الوريد ظلالنا تتشابك مع ضلالكم في السر والعلن سرقتم الدفء من عمق الكف واللحظة المرتبكة المثبتة في عين الجرح لا الريح ريح ولا الجهات جهات ولا الكلام حروف وأبجديات النار هنا تطفئ الماء تمنح رقيها للأغنيات ينحني الدم على أكتاف الطغاة يرقص كما يرقص الغبار نشتاق الضياع ويشتاقنا على وقع الطبول السرية تسبقها العيون الجامدة والملامح الجرداء الشقاء يرتل مزاميره يرتب أنغام موسيقاه قيل أن البحار لنا وقيل أن البر لنا وما دون في الكتب الأولى من أرض وسماء لا زال الوحش يتعقبنا والمهرج عند المداخل يغرس الفزاعات تحتار الغيمة في تقاطيعها تبحث عن مرآتها المسروقة وندى الزهرة الأخيرة أي لقاح نشتهي والريح رحلت مع الريح والمواكب خمد زهيرها أي البدايات نشتهي وأي النهايات والفراشات تدق النواقيس للموتى والجدات يودعن السر في ما تيسر من العمر أيها الوافد على عشبنا تعرى منك وارم نعالك للريح الوجع عندنا له أجنحة وللجراح عيون ابتعد قليلا وانثر رمادك على الكف التي تشتهي هنا تحيا القبور وتجدد هنا يتوهج الموت كما تتوهج الحياة الجنيات يرتبن القامات ويلوحن بآخر الأعلام