مع بداية العد التنازلي للدخول المدرسي الذي لا يفصلنا عنه إلا يومان تشهد مختلف المحلات والمكتبات والفضاءات التجارية والأسواق الشعبية انتشارا كبيرا للأدوات المدرسية و مختلف متطلبات الدخول المدرسي على غرار المحافظ و المآزر والكتب وغيرها من المستلزمات وسط إقبال كبير من المواطنين بالرغم من تفاوت أسعار المنتوجات المدرسية المعروضة هذه السنة والتي أرهقت كاهل المواطن أمام عدم التزام بعض الأولياء برزنامة الأدوات المدرسية التي أعلنت عنها الوزارة عبر موقعها الإلكتروني ما فتح المجال للمضاربة التي بلغت أقصاها في غياب الرقابة وللوقوف على واقع أسعار الأدوات المدرسية والإقبال المكثف عليها من قبل أولياء التلاميذ قامت جريدة «الجمهورية» بجولة ميدانية عبر الوراقات ومحلات بيع الأدوات المدرسية بمختلف المواقع «ايسطو « وسط المدينة بالإضافة إلى سوق المدينة الجديدة الذي تحول إلى أضخم فضاء لعرض مختلف أنواع الأدوات المدرسية محلية الصنع منها والمستوردة وما يلاحظ لأول وهلة عبر كافة المكتبات و محلات بيع الأدوات المدرسية هو الارتفاع الفاحش للأسعار مقارنة بالسنوات الفارطة مما نتج عنه موجة من التذمر والاستياء في أوساط الأولياء وأرباب العائلات المعنية بالدخول المدرسي لاسيما أن لهيب أسعار الأدوات المدرسية يأتي في ظل المصاريف الكثيرة التي أنفقتها هذه العائلات خلال العطلة وبمناسبة عيد الأضحى المبارك. وحسب أحد المواطنين « ق محمد « إطار بإحدى المؤسسات المصرفية فإنه يعكف منذ سنوات على شراء الأدوات المدرسية من محل يقوم باستيرادها من الخارج مؤكدا على جودتها ونوعيتها مقارنه بباقي المنتوجات الأخرى المستوردة خاصة من الصين والتي لا تتماشى مع المعايير والمقاييس المتعارف عليها فحسب قوله أن الأدوات المدرسية زهيدة الثمن تتلف مع بداية الأشهر الأولى للسنة الدراسية على غرار الأقلام غير الصالحة والمحافظ التي تتمزق بسرعة مما يدفع إلى إعادة شرائها مرة ثانية وقد تجد نفسك على حسب قوله تدفع ضعف الثمن وقد صرح خلال الدردشة أن تكلفة الحقيبة المدرسية لطفلين في الطور الابتدائي تراوحت مابين 16 إلى 25 ألف دج دون احتساب أسعار الكتب. إقبال كبير على سوق المدينة الجديدة أما السيد « م هواري « موظف بإحدى مؤسسات القطاع الخاص الذي التقينا به بصدد شراء الأدوات المدرسية لابنيه في الطورين الابتدائي والمتوسط فقد صرح أنه لم يستطع الشراء بسبب الغلاء الفاحش للأدوات المدرسية أين بلغ سعر المأزر لوحده 1700 دج ناهيك عن الممحاة و والأقلام وغيرها من مستلزمات الدخول المدرسي مستغربا أن المقلمة التي كانت تباع ب 100 دج أصبحت اليوم تتراوح بين 200 دج حتى 600 دج حسب الجودة والنوعية وحسبه فإن أجره الشهري المقدر ب 18 ألف دج لا يكفيه لشراء كل الأدوات المدرسية لهذا فضل الخروج من هذا الفضاء التجاري والتوجه إلى طاولات المدينة الجديدة التي على حسب قوله تتوفر على أدوات مدرسية بأسعار معقولة وبالتالي يمكن أن يشترى مستلزمات الدخول المدرسي ليكون أبناءه مع موعد الدخول المدرسي. رغم أن الفضاءات التجارية الكبرى قامت بعروض استثنائية وترويجية بتخفيضات لجلب الزبائن غير أن المواطنين يؤكدون بأن أسعارها ملتهبة وليست في متناول جميع الطبقات لاسيما العائلات التي لها عدد كبير من المتمدرسين مما دفعهم إلى اللجوء إلى الأسواق الشعبية كسوق المدينة الجديدة أين التقينا «م حورية « التي قالت بعد انتهائها من شراء المستلزمات أن تكلفة الحقيبة المدرسية لابنتيها المتمدرستين في السنة الأولى والثانية متوسط كلفتها 19 ألف دج بما فيها المأزر والمحفظة بدون احتساب أسعار الكتب في حين قدرت محفظة بسوق المدينة الجديدة اقتنتها السيدة « ع ليلى « لابنها المتمدرس في السنة الثانية ابتدائي6 ألاف دج وهذا بمستلزمات مدرسية محلية وتبقى سوق المدينة الجديدة الفضاء المفضل للعائلات ذوى الدخل المتوسط بسبب وفرة المنتوجات المعروضة وأسعارها المعقولة التي تتناسب مع أولياء محدودي الدخل البحث عن الجودة والنوعية بالفضاءات التجارية وواصلت «الجمهورية» رحلتها عبر الوراقات والمكتبات حيث توجهنا إلى أحد المواقع بيع مستلزمات المدرسية المعروفة بجودتها والتي تقابلها أسعار مرتفعة رغم ذلك لقيت إقبال أولياء المهتمين بالجودة و تراوح الاترتفاع ما بين 20 إلى 40 دج مقارنة بالسنة الفارطة فعلى سبيل المثال أقلام عادية التي كان سعرها ب 10 دج أصبحت اليوم تتراوح ب40 إلى 50 دج هذا ناهيك عن الأغلفة التي تراوح سعر ثمنها 30 إلى 60 دج في حين تراوح سعر المحفظة المدرسية مابين 2700 دج إلى 13 ألف دج وقد أكد أحد المواطنين « س.عبدالقادر « موظف بالقطاع العام الذي كان بصدد شراء الأدوات المدرسية لابنه في الطور المتوسط فقد صرح أن الحقيبة المدرسية قد كلفته تقريبا 20 ألف دج باعتماده على أدوات مدرسية ذات جودة عالية وحسب مسؤول هذا الفضاء فان ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية يرجع إلى تكاليف عمليات الاستيراد بالإضافة إلى أعباء الضرائب وغيرها هذا وقد سارعت بعض الفضاءات التجارية بمدينة وهران إلى وضع قائمة الأدوات المدرسية التي يحتاجها أولياء التلاميذ بدء من الطور التحضيري إلى الابتدائي والمتوسط وقدمت النسخة لزبائنها مجانا لتسهيل عمليات شراء المستلزمات المدرسية علما أن الوزارة قامت أيضا على موقعها الإلكتروني بوضع رزنامة الأدوات المدرسية للأطوار الثلاث لتسهيل عملية شراء المستلزمات لكن مع هذا فإن بعض العائلات التي التقينا بها سواء بسوق المدينة الجديدة او الفضاءات التجارية لم تتقيد بقائمة المشتريات التي حددتها الوزارة معللين هذا بأن المعلمين والأساتذة يطالبون التلاميذ بأدوات إضافية وخاصة الكراريس والأغلفة . العديد من الأولياء الذين وجدناهم سواء بالفضاءات التجارية أو سوق المدينة الجديدة أكدوا على ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية التي تنوعت أشكالها بصور فنية جميلة لجلب الزبائن من المتمدرسين مطالبين بضرورة تدخل مصالح الرقابة وردع المخالفين الذين يغتنمون الفرص للضرب على جيوب المواطنين تحذير من الأدوات المجهولة الصنع وبالموازاة فقد حذرت مصالح مديرية التجارة أولياء التلاميذ من شراء الأدوات المدرسية لأبنائهم من تجار الأرصفة والباعة المتجولين لأنها خطيرة على صحة أبنائهم لاسيما المستوردة المجهولة الصنع على غرار العجين والأغلفة وغيرها من المواد التي قد تكون مكونات الداخلة في عملية تصنيعها مسرطنة مشيرا إلى وضع جهاز لمراقبة الأدوات المدرسية عبر مختلف الأماكن والمواقع بالمدينة ولاسيما الأسواق الشعبية الفوضوية المتواجدة بالولاية بغية سحب المنتوجات غير الصحية .