رواية * عرش معشق * للروائية الأكاديمية ربيعة جلطي؛ مبنية على عدد من البنى، والأبعاد الاجتماعية، والثقافية، والتاريخية والسياسية. هي نموذج لحياة حية زاخرة بالأحداث والحركات، بلغة شاعرية طاغية، مبطنة برؤية فلسفية عميقة في الحياة..فلسفة تمتع القارئ وتدفعه إلى تتبع فصول الرواية بلهفة كبيرة واكتشاف أحداثها المصورة في قالب إبداعي جميل، يبرز احترافية الكاتبة وتميزها. وقد أبرزت الرواية معاناة المرأة بمسحة فلسفية عميقة ؛ وكيف أن الأُسر تترقب إنجاب الذكر وترفض إنجاب الإناث ، وهو ما يعكس رسوخ العقلية الذكورية في المجتمع، لدرجة أن ولادة الأنثى كانت مدعاة للشؤم، كما حدث مع الفتاة التي اغتيل أبوها الشرطي من قبل الإرهابيين،ولحقته والدتها التي ماتت متحسرة عليه ، لتجد نفسها في حُضن خالتها التي كانت تعاني من العقم، والأسوأ أن الفتاة كانت تفتقر للجمال والجاذبية . ما جعلها تتجه نحو أحلام اليقظة لتتخيل أنها تعيش قصة حب، مع الجار * عبد القادر * الذي توفيت جدته وتركته؛ فتستغل الفتاة * نجود *الظرف، وتقرر الإقتراب منه علّه تظفر بصداقته، ومن ثم قلبه . عالجت الكاتبة ربيعة جلطي سوداوية المرأة الذميمة، ونفسيتها المتعبة وهي تقف أمام المرآة، لتقارن نفسها مع قريناتها الجميلات، كما أطلعتنا الروائية على عالم النساء في مزاراتهن إلى الأضرحة و التبرك بها ، وتشير أيضا إلى أحداث أكتوبر 1988، وإلى شخصية الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ، وكيف أنه شكل خطرا على الاستعمار الفرنسي بمقاومته الشعبية، ليتم نفيه من الجزائر. وفي نهاية الرواية تحدث ربيعة جلطي عن شبح البطالة الذي يواجه طلبة الجامعات بعد تخرجهم، فيضطرون للمخاطرة بحياتهم وركوب زوارق الموت للوصول إلى الضفة الأخرى، عساهم يحظون بعيش رغيد.