تنزل قريبا إلى المكتبات الجزائرية والعربية، رواية جديدة لربيعة جلطي، بعنوان "عَرْشٌ مُعَشّق" وهي روايتها الثالثة بعد روايتي "الذروة" و"نادي الصنوبر". قالت الروائية ربيعة جلطي إنها تفاجئ قرائها في رواية "عَرْشٌ مُعَشّق" مرة أخرى، فتأخذهم إلى عوالم روائية غير مسبوقة مسلطة مصابيحها الإبداعية الكاشفة على مناطق عذراء في الكتابة الروائية الجزائرية. صباح شنيب وذكرت جلطي، أن الرواية تتمحور حول شخصية البطلة الفتاة "نجود / زليخة" ذميمة الشكل، التي تعاني كثيرا من تحمل جسدها في وسط لا يتعامل إلا مع المظاهر. يستمد قبح جسدها رمزيته الاجتماعية والسياسية والعاطفية في إحالته على واقع متميز بثقافة النفاق. وبهذه الشخصية تقارب الروائية فلسفة "القبح" وتُفكِّك معنى "الجميل" وعلاقته بحالات العشق، ومن خلال أيقونة الزجاج المعشق تطرح الرواية سؤال تعايش الأديان في عالم أضحى التعصب فيه ظاهرة عامة. بهذه الشخصية النسوية ذميمة الشكل، تكون رواية "عرش معشق" لربيعة جلطي أول رواية جزائرية بل وعربية تخرج عن مألوف الكتابة الروائية العربية التي لا تتبع إلا النساء الفاتنات الحسناوات المتشابهات. وقالت: "عبر مسار بطلة (عرش معشق) ومن يحيطون بها من أجيال مختلفة تنفتح الجيوب الخفية للمجتمع الجزائري عبر تاريخه، حيث تتجلى مرحلة المقاومة الشعبية ثم الثورة التحريرية لتسائل من خلالها الذاكرة الثورية وما أصابها من ثقوب، مرورا بانقلاب 19 جوان 1965 وثورة أكتوبر 1988 التي مثلت علامة تاريخية للتغيير الجديد، على أساسها ولدت الجزائر المتعددة، وصولا إلى الخيبات التي يعرفها المجتمع اليوم". وتعتمد الرواية على بناء جمالي بوليفوني (متعدد الأصوات)، بذلك يتخلص النص من أحادية الصوت السارد، فتدفع جميع الشخوص دفة السرد إلى الأمام ليتصاعد الحدث مثل سلم موسيقي يبين عن الحس والثقافة الموسيقيين للروائية. كما تعتمد الرواية على الاقتصاد في اللغة طريقا للإمتاع السردي المؤسس على التراث المتوسطي، وبحس فني متميز تنسج الرواية عوالمها في لعبة يمتزج فيها الواقعي بالرمزي والفانتاستيك. بعد روايتَيْ "الذروة" و"نادي الصنوبر" اللتين كانتا حدث موسمين أدبيين متتاليين، ستكون رواية "عرش معشق" لربيعة جلطي مفاجأة الموسم الأدبي القادم، في معرض الكتاب الدولي بالجزائر نهاية أكتوبر.