تعكف الروائية ربيعة جلطي على إصدار ثالث أعمالها الروائية المتمثلة في «عَرْشٌ مُعَشّق»، والتي تسلط فيها الضوء على مفهوم الجمال وتعايش الأديان، ومن المنتظر أن تنزل قريبا إلى رفوف المكتبات الوطنية والعربية، كما ستكون حاضرة في معرض الكتاب الدولي نهاية أكتوبر المقبل. قالت جلطي أنها ستفاجئ جمهورها عبر روايتها التي تأتي بعد روايتي «الذروة»، و»نادي الصنوبر»، حيث تأخذه من خلال جديدها «عَرْشٌ مُعَشّق» إلى عوالم روائية غير مسبوقة، مسلطة مصابيحها الإبداعية الكاشفة على مناطق عذراء في الكتابة الروائية الجزائرية. وذكرت جلطي، أن الرواية تتمحور حول شخصية البطلة «نجود أو زليخة» الفتاة الذميمة الشكل، التي تعاني استهجان المجتمع الذي يهتم بالمظاهر الجسدية، ويستمد قبح رمزيته الاجتماعية والسياسية والعاطفية في إحالتها إلى واقع متميز بثقافة النفاق، وتقارب الروائية فلسفة «القبح» وتُفكِّك معنى «الجميل» وعلاقته بحالات العشق، ومن خلال أيقونة الزجاج المعشق تطرح الرواية سؤال تعايش الأديان في عالم أضحى التعصب فيه ظاهرة عامة. وتعد رواية جلطي من خلال تطرقها لهذه الشخصية النسوية الذميمة الشكل، أول رواية جزائرية بل وعربية تخرج عن مألوف الكتابة الروائية العربية التي لا تتبع إلا النساء الفاتنات الحسناوات المتشابهات. وتعرج جلطي عبر مسار بطلة «عرش معشق» ومن يحيطون بها من أجيال مختلفة على الانفتاح على الجيوب الخفية للمجتمع الجزائري عبر تاريخه، حيث تتجلى مرحلة المقاومة الشعبية ثم الثورة التحريرية لتساءل من خلالها الذاكرة الثورية وما أصابها من ثقوب، مرورا بانقلاب 19 جوان 1965 وثورة أكتوبر 1988 التي مثلت علامة تاريخية للتغيير الجديد، على أساسها ولدت الجزائر المتعددة، وصولا إلى الخيبات التي يعيشها مجتمعنا الراهن. وتعتمد الرواية على بناء جمالي متعدد الأصوات، حيث يتخلص النص من أحادية الصوت السارد، فتدفع جميع الشخوص دفة السرد إلى الأمام ليتصاعد الحدث مثل سلم موسيقي يبين عن الحس والثقافة الموسيقيين للروائية، كما تعتمد على الاقتصاد في اللغة لبلوغ الإمتاع السردي المؤسس على التراث المتوسطي، وبحس فني متميز تنسج الرواية عوالمها في لعبة يمتزج فيها الواقعي بالرمزي والفانتاستيك