- مافيا العقار تعتدي على الأراضي عشوائيا و تعيد بيعها ب«كوكا» - يزعمون أن سكناتهم مبرمجة في عمليات الترحيل لبيعها بالأسعار التي يريدونها - عرفت تجارة البيوت الفوضوية بولاية وهران انتعاشا كبيرا تجاوز التوقعات حتى أصبحت صفقات البيع و الشراء تتم عن طريق صفحات و مواقع التواصل الاجتماعي و احتلت السكنات الفوضوية الصدارة في عروض البيع و الشراء حيث وجد الكثير من المواطنين من نساء و رجال و شباب ضالتهم للاستثمار في مهمة البحث عن زبون... و من هنا انطلقنا في مهمتنا إلى بعض المواقع انطلاقا من معطيات حصلنا عليها من صفحات الفايسبوك و اخترنا 3 وجهات الأولى كانت بحي كوكا و الثانية بحي اللوز بمنطقة بوعمامة و الثالثة بمنطقة عين البيضاء بلدية السانيا و كلها مواقع معروفة بالسكنات الفوضوية و اشتهرت في السنتين الأخيرتين بإزهار نشاط السماسرة. توجهنا إلى الحي المعروف ب«كوكا» الواقع بين حي اللوز و الحاسي بحجة أننا نبحث عن حوش فوضوي أو قطعة أرض للشراء فاستقبلنا مجموعة من شباب الحي قاموا بإرشادنا إلى احد الأشخاص الذي عرض علينا بدوره قطعة أرض بالقرب من الطريق العام للسيارات لا تتجاوز مساحتها 80 متر مربع ب 100 مليون سنتيم، و قطع أرض أخرى قريبة من الغابة القريبة مساحتها بين 50 متر مربع و 60 متر مربع تتراوح بين 30 و 40 مليون سنتيم، و علمنا من خلال صاحب إحدى الوكالات العقارية أن هناك عصابات أصبحت تعتدي عشوائيا على الأراضي على حساب الوسط الغابي و تقوم بإعادة بيعها بأسعار خيالية و تعرف الظاهرة توسعا كبيرا أمام غياب الجهات المسؤولة و تحكم السماسرة في العقار الفوضوي حتى أصبحت «كوكا» وجهة كل الباحثين على الصفقات المربحة للأراضي خاصة أصحاب المال، و أكثر من ذلك أخبرنا أحدهم عن وجود عدد كبير من السكان قاموا باستئجار شققهم بحي الزيتون و يغموراسن و مارافال بعد تشييد فيلات على أراضي قاموا بشرائها من مافيا العقار بكوكا. و حسب بعض السكان فان عمليات الهدم التي سجلت في السنوات السابقة لم تردع الانتهازيين و زاد غياب المراقبة و المتابعة المستمرة من خطورة الوضع بالمنطقة. طلب السكن الفوضوي بين الحاجة الملحة و فرصة الاستفادة من سكن اجتماعي أما بالنسبة للسكنات على شكل «أحواش» فهي متوفرة فوق الطلب بكل من حي اللوز دوار «ب» أين أصبح الكل يضع سكناته للبيع منتهزين إشاعة برمجة الحي لعمليات إعادة الإسكان و نفس الشيء بالنسبة لمنطقة رأس العين و الصنوبر حيث أصبح تجارة البيوت الفوضوية حديث العام و الخاص، الكبير و الصغير و الكل يركض إلى هناك للحصول و لو على غرفة واحدة بأي ثمن للاستفادة من سكن اجتماعي جاهز و هذا ما تأكدنا منه من خلال تكلمنا مع عدة مواطنين منهم السيدة ف.م التي قالت أنها تبحث عن حوش للشراء أو الإيجار علها تستفيد من سكن يخرجها من حياة البؤس التي تعيشها في غرفة واحدة مع والدتها و أولادها بوسط المدينة، و نشير إلى أن أسعار الحوش بكل من حي اللوز و رأس العين وصلت حتى 130 مليون سنتيم حسب أحد السماسرة و يتعلق الأمر بغرفة واحدة و مطبخ و حوش صغير. أما بمنطقة عين البيضاء تحديدا بالمكان المسمى «دوار المروك» وجهتنا الأخيرة فان عروض البيع و الطلب هناك متوفرة و الأسعار من 50 مليون إلى غاية 100 مليون حسب المساحة و عدد الغرف، و ما لاحظناه خلال جولتنا هو العدد الكبير للطلبات رغم تأكد أصحابها أن الأسعار غير معقولة إلا أن الدافع وراء ذلك هو الحاجة الملحة بالنسبة للأغلبية من الأسر الصغيرة أو المتزوجين حديثا الذين يبحثون عن الاستقرار خارج البيت العائلي. و هم غالبا يفضلون التوجه إلى المناطق المبرمجة لعملية الترحيل أو تلك التي ستستفيد من قانون التسوية كسكنات دوار التيارتية، أما الفئة الثانية التي تكلم عنها أحد السماسرة الحاج أحمد الذي اتصلنا به للاستفسار عن الوضع قال انه تخصص في السنوات الأخيرة في العمل في السكن الفوضوي نظرا لكثرة الطلبات التي تصله يوميا من خلال اتصال الزبائن به هاتفيا تضم أشخاص من خارج الولاية كغليزان و تيارت و الشلف و مستغانم و عين تموشنت و حتى العاصمة يبحثون عن الاستقرار في وهران خاصة بضواحي المدينة و هم الأشخاص الذين يدفعون ثمن السكن دون نقاش حسب نفس المتحدث. و ذكر السيد محمد بوزيدي صاحب إحدى الوكالات العقارية بمدينة وهران آن هناك الكثير من أصحاب العروض الخاصة بالسكنات الفوضوية «بيع و شراء» يقبلون على مكتبه لوضع العروض لكن يتم رفضها رغم أنها كثيرة جدا مقارنة بالحركة الراكدة للشقق و الأراضي النظامية إلا أنه يرفض التعامل مع هذا النوع من العروض تجنبا لأي مشاكل أو تجاوزات، مضيفا أن مثل هذه الصفقات باتت مربحة جدا للانتهازيين الذين يستغلون الفرص للشراء و إعادة البيع و منهم من يستولون على أراضي شاغرة وسط المرتفعات و الجبال و الغابات لبنائها و إعادة بيعها و هو الواقع الذي يتغاضى عنه المسؤولون ما دفع باستفحال ظاهرة تجارة البيوت الفوضوية التي لم تكن موجودة بهذا الحال قبل سنتين و لم تعرف الرواج الكبير إلا بعد بروز برامج إعادة الإسكان التي مست بعض الأحياء الفوضوية كالصنوبر و الفيراج و حياة ريجنسي في إطار مخطط القضاء على السكن الهش.