تابع الجمهور الوهراني أول أمس العرض العام لمسرحية «معروض للهوى» للكاتب و المخرج محمد بختي ، التي أعيد إنتاجها من قبل المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران في حلة جديدة وبرؤية فنية مميزة. العرض الذي حضره جمهور غفير من عشاق الفن الركحي وعدد كبير من الفنانين والمثقفين والإعلاميين عرف مشاركة كل من الفنان ومساعد المخرج عبد القادر بلكروي، جهيد دين الهناني محمد، زواش حورية، ليلى تليماتين، مرانية مصطفى، قواسمي يوسف، رارة محمد أمين ، حيث رحل هؤلاء بالجمهور إلى عوالم المغامرة و البحث عن الذات ، من خلال قصة حب «قيس و ليلى» ،حيث استطاع أبطال اللعبة الدرامية أن يتألقوا على الخشبة وسط تصفيقات الجمهور الذين تجاوبوا مع العمل الذي بُعث من جديد ، بعد أن عُرض منذ سنوات رفقة وجوه فنية قديمة كان لها حضورها خلال التسعينات أمثال المرحوم البشير حمودة، بلعروسي، صفية شقاق بلكروي وغيرهم. وقد دارت حيثيات القصة حول شخصية قيس البطل الذي يحاول إنقاذ فتاة بريئة أحبها تتعرض للظلم من قبل المجتمع ، بسب خطأ وجهل منها في التعبير عن حبها له أمام الملأ، فيلومها الناس، مما يجعلها تعاتب نفسها و والدها عن عدم تعليمها كيفية التصرف أمام البشر، وقد أدى الممثل جهيد دين الهناني محمد شخصية «دون كيشوتية» الحالمة بكل ما هو حميد في الإنسان، باحثا عن الكمال عند البشر، وعن الحب والشهامة، لكن يبدو أن هذه الشخصية تظهر بدون معنى في عصرنا الحالي، ما جعل مرافقه الحالم يهتم فقط بكسب المال . لقد كان العرض جيدا بحكم أن مؤلف و مخرج العمل هو نفسه محمد بختي، الذي حافظ على فكرة و مضمون النص، دون المساس بجوهره وفكرته الرئيسية، لكن هذا لم يمنعه من تغيير الديكور والسينوغرافيا، معطيا له شكلا فنيا جديدا على الخشبة.