كشف الدكتور بن احمد مختص في علم الأوبئة و رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة و السكان لولاية مستغانم أن سرطان الثدي يعد أكثر أنواع السرطان انتشارا بين النساء في كل بلدان العالم ، و أن معدلات الإصابة بهذا الداء هي في ارتفاع مستمر ، مضيفا على هامش اليوم التحسيسي و الإعلامي حول الوقاية من سرطان الثدي الذي احتضنته جامعة عبد الحميد بن باديس انه في سنوات التسعينيات اعتمد شعار *الشريط الوردي* للتعبير عن سرطان الثدي و هو السائد حاليا بين المؤسسات الصحية التي تستعمل هذا الشعار من اجل توعية الجميع من هذا المرض الذي يفتك بالعديد من النساء في كل عام. و أشار إلى أن الكشف المبكر و طرق الفحص باستخدام التصوير المعروف بال *ماموغرافي* يساهم في القضاء عليه قبل انتشاره في كامل الجسد. مؤكدا خلال مداخلته أن أعراض السرطان الثدي تتمثل في العموم بظهور كتلة تحت الإبط مع إفرازات من الحلمة إلى جانب حدوث تغيير في شكلها أو لونها أو حتى انكماشها داخليا و هذه الأعراض يصاحبها شعور المصابة بأوجاع على مستوى الثدي أو تحت الإبط .و عن أسباب ظهور هذا المرض لدى النساء ، ذكر الدكتور بن احمد أنها متعددة و تكون أحيانا مجهولة و لو انه لم يستبعد أن ستكون الدوافع متعلقة ببعض الأمور منها سوء التغذية و كذا التعرض للإشعاع و التأخر في الإنجاب و البدانة . ناهيك عن التدخين و عدم ممارسة النشاط البدني و الوراثة و عزوف النساء عن الرضاعة .إلى جانب ذلك ، أن الكثير من النساء يتجاهلن المرض بسبب المحيط الذي تعشن فيه الرافض لفكرة خضوعهن لجراحة استئصال خاصة وأنها تمس جزءا من جسدها تراه أساسيا لجمالها وأنوثتها. و أخريات يترددن على المصلحة وهن في مرحلة متقدمة من المرض، يكون فيها الثدي متورما بصفة كاملة بسبب خوفهن من أزواجهن. موضحا أن الفحص الذاتي للثدي يتوجب أن يبدأ من سن العشرين بحيث يمكن للمرأة التعرف على أنسجة وبنية ثديها بعملية الضغط حتى تكون قادرة على كشف كل العلامات المبكرة لسرطان الثدي. حاثا النساء على ضرورة مراقبة شكل ثدييهن وان لاحظن أي تغيرات عليهن استشارة الطبيب من اجل إرشادهن. و أشار إلى أنه رغم الجهود المكثفة في علاج سرطان الثدي، إلا أنه لم يتم لحد الآن فهم آلية المرض بالتحديد، ما جعل منظمة الصحة العالمية تؤكد على أنه إضافة إلى التركيز على الوقاية من المرض، يجب أيضا التركيز على توعية الناس بطرق الكشف المبكر عن هذا السرطان القاتل. الذي يصيب النساء اللواتي يتراوح سنهن ما بين الثلاثين إلى غاية تقدمها في العمر .و حسب مصادر طبية فان ولاية مستغانم و كغيرها من باقي ولايات الوطن تعاني من ارتفاع معدلات هذا المرض و بكثرة ، حيث أن آخر الإحصائيات كانت تشير إلى إصابة أكثر من 200 امرأة بهذا الداء من مختلف الأعمار و اللواتي يخضعن للقيام بالعلاج الكيميائي و قد وجدنا بعض الحالات بمستشفى مستغانم لنساء متقدمات في السن هن جدات مصابة بهذا الداء منها واحدة تقطن بعين النويصي استأصلت ورم صغير من ثديها و ظنت أنها شفيت لتعود إلى المستشفى و هي الآن في حالة خطيرة بعدما لم تقم بالإجراءات الوقائية بعد استئصال المرض.نشير أن قلة الأجهزة المضادة للسرطان بمستغانم يضطر العديد من النساء للذهاب إلى وهران .