أدى شح الأمطار الخريفية في الفترة الأخيرة إلى تخوّف كبير في أوساط الفلاحين والموالين بولاية مستغانم الذين يتطلعون إلى تساقط الميغياثية خلال هذه الأوقات باعتبارها مهمة لنبات البذور التي تم غرسها في نهاية الخريف. و في هذا الأمر يقول الفلاح حاج مخلوف من بلدية خير الدين و الذي كان عضوا سابقا في اتحاد الفلاحين أنه قلق من تأخر سقوط الأمطار إلى غاية اليوم ، مضيفا أن هذا الوضع تسبب في جفاف الأراضي و أخّر نمو البذور التي تم غرسها الشهر الفارط و الخاصة بالحبوب حيث جفت الأراضي. و أشار أن عملية البذر التي تمت في شهري أكتوبر و نوفمبر لم تتأثر و قد نبتت و شدد على ضرورة تساقط مياه الأمطار في الأيام القليلة و إلا فان الموسم الفلاحي حسبه سيتأثر بنقص في الإنتاج الفلاحي إن استمر الوضع على ما هو عليه. موضحا أن غياب الأمطار يؤدي إلى جفاف الأراضي وتصبح صلبة مما يصعب الأمر على الفلاحين والمزارعين من ناحية صلابة الأرض ومن جانب نبت المزروعات. .أما احد الموالين فقد ذكر قائلا :«إذا استمر الوضع على حاله فإننا سنواجه صعوبات في توفير الأعلاف للغنم كما أن الكلأ سيكون ضئيلا وستواجه الأغنام صعوبة في الحصول على الغذاء مما يؤثر على إنتاجيتها وجودتها.» قلة الإمكانيات لاستعمال تقنية السقي التكميلي غياب الأمطار في هذه الفترة ، اضطر العديد من الفلاحين بالمنطقة إلى الاستنجاد بالسقي بالعتاد الفلاحي المخصص للري ، حيث أوضح بعض المزارعين أن عملية سقي محاصيل الحبوب تعد بالنسبة لهم طريقة لإنقاذ محاصيلهم بعد أن تأخر سقوط الأمطار ، وهم الذين كانوا يعتمدون في السنوات السابقة على مياه الأمطار لسقي محاصيل الحبوب، إلا أنهم هذه السنة لجأوا للسقي لضمان مردودية جيدة، غير أن الفلاحين الذين لا يملكون عتاد السقي يعتبرون الأكثر تضررا في حالة عدم تساقط الأمطار. من جهته أكد احد المختصين في القطاع الفلاحي ، أن تذبذب تساقط الأمطار الخريفية يسبب تراجع الإنتاج الفلاحي للموسم الحالي، وهو الأمر الذي جعل العديد من المزارعين والفلاحين يرفضون توسيع مساحات زرع الحبوب بمختلف أنواعه اللين والصلب وحتى الشعير، الوضع الذي زاد من حدة تخوف الموالين. الاعتماد على المياه الجوفية كحل مؤقت وأشار أن الاعتماد على المياه الجوفية حل مؤقت لان هذه الأخيرة قد تستنفذ خاصة و أن العديد منها يستعملها للحياة اليومية بالمناطق النائية.وعن الخضر و الفواكه ، فقد أكد لنا حاج مخلوف أن العديد من الفلاحين استغنوا عن زراعتها بمستغانم لعدة أسباب منها غلاء الأسمدة و الأدوية التي جعلتهم ينفقون عليها أموالا طائلة دون فائدة ، كاشفا انه كان يقتني نصف لتر من دواء مستورد من اسبانيا بمبلغ 60 ألف دج يستعمل في قتل الديدان. و معلوم أن مستغانم معروفة بزراعة البطاطا التي تحتاج إلى مياه الأمطار لنومها غير انه خلال نقص الميغياثية يتم استخدام أنظمة الري الأخرى كالتنقيط و الرش.ووفقا للمختصين فإن متطلبات المحاصيل من المياه تتراوح بين 500 إلى 700 ملم، اعتمادا على المناخ. وعادة ما تكون احتياجات المياه لنباتات البطاطا أقل خلال المراحل الأولى من نمو النبات، وتزداد تدريجيا خلال النضج والمراحل اللاحقة لنمو الدرنات. أما بالنسبة للزراعة الشتوية، فإن العديد من المزارعين يقومون بالري إلى ما يصل مرتين في الأسبوع اعتمادا على الأمطار ، بينما أثناء الجفاف يقومون بالري أكثر من ذلك لأنه من المهم أن تبقى التربة رطبة في جميع الأوقات.