يعد عباس بوراس واحدا من الأساتذة القلائل المتمكنين من العزف على آلة العود الشرقي ، فهو الشاب الثلاثيني الذي أحب الموسيقى، وقرر من خلال عمله كأستاذ لتعليم العزف الأكاديمي بقسنطينة سواء على مستوى المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي أو ورشة التكوين التي تم افتتاحها سنة 2018 إثراء المحصول الثقافي والرفع من عدد المكونين في العزف، مرتكزا على التجربة التي اكتسبها من مدرسة العود العربي بفرع قسنطينة لمؤسسها العراقي نصير شمة ، ولتسليط الضوء على تكوينه الأكاديمي و مزايا آلة العود الشرقي أجرينا معه الحوار التالي : @ حدثنا عن بداياتك و لم اخترت العود الشرقي ؟ ^ بدأت مسيرتي في عالم الموسيقى وعمري لا يتجاوز 6 سنوات، من خلال أخذ دروس في الصولفاج على مستوى قصر الثقافة محمد العيد آل الخليفة بقسنطينة ، في تلك الفترة تقريبا سنة 1993 كان هناك شبه انعدام لتلقين دروس الموسيقى الأكاديمية بالمدينة ماعدا جمعيات المالوف، و رغم ذلك أصرّ والدي على تلقي دروس الصولفاج ، لأنه كان يؤمن بمدى أهمية ذلك وصعوبتها في نفس الوقت إبان العشرية السوداء، وهكذا درست في دار الطلبة، و عزفت على آلة الماندولين و الكمان ، ثم آلة القيتار الكلاسيكية الأوروبية عدة سنوات إلى غاية 2001 -2002 ، بعدها بدأت أميل نحو تعلم العزف على آلة العود التي أغرمت بها منذ البداية ، ولا أنكر أن الانطلاقة كانت صعبة نوعا ما ، حيث كنت أعتمد على الكتب و على بعض الأساتذة الذين أعرفهم ، كما أن تعلمي العزف على 0لات منذ الصغر ساعدني على تقبل آلة العود بشكل سريع و الفضل يعود للأبوين العزيزين اللذان كانا يدركان أهمية الموسيقى. @ ما هي ال0لات الموسيقية الأخرى التي تتقن العزف عليها ؟ ^ أعزف على آلات الماندولين والكمنجة و القيثار و البيانو، و بعض ال0لات الهوائية لكن العود مميز جدا بالنسبة لي . @ حدثنا عن تجربتك في بيت العود العربي بقسنطينة لمؤسسه نصير شمة ؟ ^ من أهم العازفين الذين تأثرت بهم هم عازفي المدرسة العراقية على غرار منبر بشير، جميل بشير، شريف محي الدين حيدر و نصير شمة ، وكان من حظي أنني كنت من بين أوائل التلاميذ بمدرسة العود العربي بفرع قسنطينة لمؤسسها نصير شمة ، فعندما بدأت الدراسة سنة 2004 كان الأساتذة يتداولون على المدرسة قادمين من بيت العود المصري بالقاهرة إلى غاية سنة 2008 ، أين انتقلت إلى الجزائر العاصمة و التحقت بالمعهد الوطني العالي للموسيقى بعد أن تحصلت على شهادة البكالوريا و درست الحقوق، و في سنة 2012 نلت شهادة دراسات عليا في فن الموسيقى ، و منذ ذلك الوقت و أنا أعمل كأستاذ في المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بقسنطينة و عنابة. @ هل تعتقد أن العود الشرقي أخذ حقه في عالم الموسيقى بالجزائر ؟ ^ العود الشرقي في الجزائر لم ينل حقه بتاتا ، بسبب نقص الأساتذة، فعلى الرغم من وجود إرادة للتعلم ، إلا أن الأساتذة المختصين يكاد يعدون على أصابع اليد ، و السبب في ذلك غياب بيت العود الآن عن قسنطينة ، فضلا عن غياب الدعم ، كما أن البعض يعتقد أن أي نوع ثقافي لا ينتمي لتقاليد وثقافة المنطقة يعتبر دخيلا يجب محاربته، و هذا خطأ كبير يعاكس إرادة عدد كبير من الشاب الشغوف و المتعطش للإبداع . @ من أسس المدرسة العراقية للعزف على آلة العود ؟ ^ تم تأسيس المدرسة العراقية للعزف على آلة العود من قبل شريف محي الدين حيدر ، ومن بين روادها الكبير نصير شمة ، وقد سميت بمدرسة» السوليست « أي مدرسة العزف المنفرد لآلة العود ، وهذه المدرسة تعتمد على الطريقة الأكاديمية المستوحاة من المدارس الغربية للعزف على مختلف الآلات الغربية وتوظيفها بمختلف تقنيات العزف و طريقة استعمالها ، مما يعطي للعازف إمكانيات و مساحات أوسع للتعبير و الإبداع، وهذا تلخيص بسيط للمدرسة العراقية و الموضوع أوسع بكثير. @ من هو أفضل عازف على آلة العود في الوقت الحاضر ؟ ^ رغم أن أستاذي نصير شمة يعد من أكبر العازفين، لكن في وقتنا الحالي يوجد عدد كبير من العازفين المبدعين كل منهم له طريقته و جمالياته ، من بينهم سيمون شهين ، ثلاثي جبران ، نزيه ابو ريش ،يوردل التركي و القائمة طويلة.. @ كيف ترى مستقبل العود الشرقي في ظل تطور الآلات الحديثة ؟ ^ العود العالمي اليوم تحرر من قيد الجغرافيا أو قيد النوع الموسيقي، و أصبح آلة ذات إمكانيات لا نهاية لها، حيث يمكن أن يعبر بها العازف في جميع اللغات الميلودية للعالم بأسره وتقنيات العزف في تطور مستمر، فلا خوف عليها و أتمنى أن تأخذ الآلة نصيبها في بلادنا. @ ما هو جديدك الفني ؟ ^ أنا بصدد تسجيل عزف فردي للعود يضم مؤلفات خاصة بي ، و بعض المقاطع لكبار عازفي العود بالعالم و سيكون أول عمل لي إن شاء الله.