تطرق مشاركون في الملتقى الوطني الأول حول *حضور الوطن في الأدب الجزائري* الذي انطلقت أشغاله اليوم الأربعاء بتيسمسيلت الى مراحل تاريخية ميزت الرواية الجزائرية. وأشار الأستاذ بجامعة الجزائر 1 الدكتور علي ملاحي بأن *الرواية الجزائرية قد سايرت منذ الاستقلال الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ونقلت مختلف التغييرات التي طرأت على المجتمع*, مضيفا بأن *الرواية الجزائرية قد صبغت بصبغة ثورية والتي اكتسبتها خلال الفترة الاستعمارية وذلك ما تجسد خلال عقد السبعينيات من خلال بروز روائيين مجدوا ثورة التحرير المجيدة وانجازاتها المبهرة*. و أبرز نفس المتحدث بأن *الرواية الجزائرية قد واكبت أيضا الظروف التي مرت بها البلاد خلال العشرية السوداء حيث انطلق الروائيون في هذه الفترة من الواقع الصعب الذي عاشه الشعب لاسيما مقاومته للتطرف والإرهاب*. ومن جهته أشار الأستاذ بذات الجامعة الدكتور مشري بن خليفة بأن *هناك عدد من الروائيين الجزائريين قد لجئوا للكتابة الروائية للتعبير عن تضاريس الواقع بكل تفاصيله وتعقيداته سواء كان ذلك بالرجوع إلى فترة الثورة المسلحة أو الغوص في الحياة المعيشية الجديدة التي تجلت ملامحها من خلال التغيرات التي طرأت على الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية*. و أضاف أن *مرحلة السبعينات كانت المرحلة الفعلية لظهور رواية فنية ناضجة وذلك من خلال أعمال عبد الحميد بن هدوقة في +ريح الجنوب+ و +وما لا تذره الرياح+ لمحمد عرعار و +اللاز+ و +الزلزال+ للطاهر وطار* مبرزا بأنه *بظهور هذه الأعمال أمكننا الحديث عن تجربة روائية جزائرية جديدة متقدمة*. و أبرز الأستاذ بجامعة تيارت معازيز بوبكر أن المطلع على النصوص الروائية في الفترة الراهنة يلاحظ مدى انزياح الرواية عن اللغة فأصبح المضمون الاجتماعي مسيطرا على النص الأدبي. و اعتبر بأن *سيطرة المضمون على اللغة الفنية أدت إلى فقدان الشحنة الشعرية التي تسمو بالعمل الروائي إلى درجة الجمالية الأدبية*. و يتم خلال هذا الملتقى المنظم طيلة يومين بمبادرة من معهد الآداب واللغات بالتنسيق مع المركز الجامعي *أحمد بن يحيى الونشريسي* لتيسمسيلت مناقشة محاور تتعلق ب*الوطن والالتزام في الشعر الجزائري* و*الشعر الجزائري والمكان* و*الوطن وعلاقته بقضايا الحرية في الشعر الجزائري* وحرب التحرير والسرد الجزائري* و*الاستقلال وبناء الدولة في السرد الجزائري* و*المأساة الوطنية والسرد الجزائري* و*جماليات استحضار الوطن في السرد الجزائري*.