كشفت الكاتبة والأستاذة الجامعية حفيظة طعام أنه لا يوجد فرق بين المرأة والرجل في عالم الكتابة ، فكلاهما يقدمان نصوصا أدبية جميلة وهادفة، ورغم أن حواء كانت قد واجهت قديما الكثير من الانتقادات من قبل المجتمع الذكوري، إلا أنها اليوم تفرض نفسها وتشارك في الكتابة عن مختلف القضايا الراهنة . وللعلم فإن الأستاذة حفيظة طعام تملك في رصيدها 3 مجموعات قصصية، فازت إحداها بالجائزة الدولية لغسان كنفاني سنة 2016 ، وهي «من مذكرات غرفتي» ، إضافة إلى كتابين في النقد ، وهما ‘' التخيل في الرواية التاريخية المغاربية ‘' و''إضافات في الأدب الجزائري'' الذي هو عبارة عن قراءات ومقالات نقدية في نصوص أدبية جزائرية لعدد من الكتاب الجزائريين البارزين . @ حدثينا عن حضور المرأة في الأدب ؟ ^ الكون يُبنى على ثنائية المرأة و الرجل، فحضور المرأة في كتابات الرجل ضروري جدا ، وإن لم تحضر جسدا حضرت حبا و حكاية، وحضرت إلهاما ، المهم أنها تحضر بشكل ما وبصورة ما، إما جلية أو غير خفية ، لكن في نفس الوقت إقدام حواء على فعل الكتابة كان بمثابة خلخلة ،لإحدى وظائف الرجل في المجتمع الذكوري ، ولم يحدث هذا عند العرب فقط ، بل عاشته حتى نساء أوروبا أيضا وكل النساء الموجودات على هذه الأرض ، غربيات أو عربيات ،دخلن أبواب الأدب من أبوابها الواسعة و أصبحن يكتبن بصوتهن الأنثوي قصة و رواية وشعرا ، ..بالنسبة لي لا يوجد فرق بين الكتابة النسوية والكتابة لدى الرجل، لأنه لابد أن ننظر إلى الأدب من زاوية جمالية فنية ، نتعامل مع النص بغض النظر عن كاتبه، لأن الرجل و المرأة في الأخير سيشكلان عالما ما ،هو العالم الذي نعيشه في المخيلة، أو الذي نعيشه بصورة واقعية. @ لماذا تكتب المرأة ؟ ^ تكتب المرأة لتعبر عن ذاتها، و عن المحيط الذي حولها، تكتب لتنتفض ..،لتعبر عن شيء لم يعجبها ،لترد على الرجل ، وهناك محطات متعددة تكتب لتدافع عن قضية وطن أو حب ، وهي ربما نفس المواضيع التي يكتبها الرجل، لكن لكل طريقته و لغته ،و كيانه وحضوره في النص الأدبي . هناك بعض الكتاب سألوا الكاتبة الراحلة « رضوى عاشور» لماذا تكتبين ؟ و كيف تكتبين ؟، فأجابتهم «بعيدا عن العاطفة الملتصقة بالأنثى ، أكتب لأدافع عن قضية ما» ، وهناك العديد من الساردات رفضن أن يُنعتن أنهن يكتبن بدافع عاطفي .، خصوصا أن المرأة عند العرب تعاني من سيطرة ذكورية ، وحتى من طرف الكتاب ، الذين وجهوا لها اتهامات في طريقة كتاباتها ، وهو ما خلق تسمية الأدب النسائي و الأدب الرجالي . @ هل الكتابة تعبر بصدق عن المرأة؟ ^ المرأة كاتبة بامتياز ،.. إذا كتبت تعبر بصدق عن قضية ما ،و تدافع عنها ،فمثلا لدينا في الجزائر كاتبات، وصلن إلى العالمية على غرار آسيا جبار رحمها الله، أحلام مستغانمي ،فضيلة فاروق، و لكل كاتبة منهن أسلوبها و رؤيتها الخاصة، و طريقتها للتعبير عن ذاتها وعن العالم المحيط بها .