مثلما كان متوقّعا ومع انتهاء الموسم الكروي وحلول مرحلة التحويلات الصيفية، ظهرت محاولات من الانتهازيين الذين يسمّون أنفسهم مناجرة كرة القدم، و الذين لا يمتّون للمهنة بصفة، لتطغى على المشهد العام لنادي سريع غليزان، وصار هؤلاء ينتحلون صفة المسيّرين في الفريق، و يربطون عديد الاتصالات مع لاعبي الخضراء، قصد اغرائهم من أجل نقلهم باتجاه أندية أخرى. ويبدو انّ الأمر هذا صار عادة في فريق سريع غليزان، هذا الأخير الذي باتت أبواب منزله مفتوحة أمام الدخلاء بلا حسيب و لا رقيب، فكلّ من هبّ و دبّ صار مسيّرًا في النادي، و صار عضوًا في الإدارة، و هي الآفة التي تتكرّر كلّ موسم، وتنخر سمعة الرابيد النادي العريق الذي بدأ يفقدها بمرور المواسم، فباتت كلّ صائفة أو كلّ مرحلة انتقالات شتوية، بمثابة سوق لعرض سلعة السريع أو بضاعة الأندية الأخرى و طرحها أمام إدارة الخضراء قصد التوقيع لها،الأكيد أنّه ما كان لهذه الفطريات أن تنمو وتتغلغل داخل بيت النادي الغليزاني، و تعقد علاقات مع المسيّرين و حتّى الرئيس، لولا تساهل الإدارة، هذه الأخيرة التي صار البعض أو الكثير من الانتهازيين يستفيد من ضعفها، وهو ما جعل الفريق يدفع الثمن غاليًا، خصوصًا الموسم المنقضي، و الجميع ييعلم ظروف مغادرة حجّار لأنّه رفض التوقيع لبعض اللاعبين، هذا بعدما انساق الرئيس محمد حمري لإغراءات عدد من المناجرة المرتزقة، واستقدم بإيعاز منهم عديد اللاعبين، الذين ظهروا فيما بعد دون مستوى الرابطة المحترفة الثانية، فكانت صفقات فاشلة على طول الخطّ، وعليه يتمنّى الأنصار أن يستفيد الرجل من بعض أخطائه على الأقلّ، و يتجنّب تكرارها الموسم القادم في حال استمراره،و ما يؤكّد الفوضى الشديدة التي باتت تتخبّط فيها إدارة السريع، هو تلقّي بعض اللاعبين الناشطين خصوصًا في الرابطة المحترفة الثانية، العديد من العروض باسم فريق سريع غليزان، رغم أنّ الإدارة و الرئيس محمد حمري لم يفصل حتّى في موقفه إزاء البقاء على رأس الفريق أو المغادرة، بل الأسوأ من ذلك أنّ المسؤول الأوّل في النادي بات خارج مجال التغطية كلّيًا، ويبدو أنّ فريق سريع غليزان قد تحوّل فعلاً إلى سوق يرتع فيها باعة اللاعبين، والجميع يجد الأرزاق فيه مادام الرئيس غائبًا أو مغيّبًا عن المشهد، وما تهافت هؤلاء المناجرة على الفريق، ومحاولاتهم استقدام اللاعبين بأيّ طريقة سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة، إلاّ دليل على أنّهم قد وجدوا فائدة كبيرة من اقترابهم بالنادي فالصفقات تعود على معظمهم بأموال كبيرة، قد تصل حتّى لاستفادتهم من أجل شهر كامل للاعب مقابل الامضاء له في الفريق، و هو ليس جديدًا، كونه حدث مرّات عديدة في الماضي. وسبق للرئيس محمد حمري أن أعلن استقالته من منصبه في فريق سريع غليزان، وذهب أبعد من ذلك، حين أكّد بأنه لن يعود للنادي، حتّى و إن توفّرت كلّ الظروف، بعد كلّ الذي عاشه في الموسم الماضي، خصوصًا في المباراة النهائية للفريق الرديف بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. لذلك يبقى التناقض سيّد الموقف، فمن يتّصل باللاعبين في الوقت الحالي، و يقدم عروض باسم فريق سريع غليزان، كون الرئيس في عالم و كلّ هذه القضايا في عالم آخر، وسط صمت منه لا مفهوم و لا مبرّر، وامام هذه الوضعية فقد سئم أنصار سريع غليزان فعلاً من المهازل التي تطبع تسيير ناديهم، و كشف المستور أمامهم، كون مثل هذه التصرّفات، صارت تنخر جسد الرابيد، و تفتح المجال أمام كلّ من هبّ و دبّ، لأن يصير مسيّرًا في النادي، ليبقى حسبهم، هذا التسيير هاويًا، و لا يليق أبدًا بفريق من حجم السريع، الذي و إن تواصلت الأمور على حالها، فإنّه لن يرى النور أبدًا حتّى إن توفّرت جميع عوامل النجاح.