ووري الثرى أمس الجمعة جثمان العلامة والخبير الدولي في الشريعة والتصوف، البروفيسور بن بريكة محمد بالمقبرة المحاذية للزاوية البلقايدية الهبرية بالجزائر العاصمة. مراسم تشييع الفقيد الذي وافته المنية أول أمس الخميس عن عمر ناهز ال61 عاما بعد مرض عضال أدخله الأربعاء الماضي في غيبوبة.. شهدت حضور العديد من رفقاء وأقارب المرحوم، الذين أبوا إلا أن يلقوا النظرة الأخيرة، على جثمان هذا الباحث الأكاديمي المتخصص في البحث الصوفي، والمنسق العام للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا. وكان الدكتور محمد بن بريكة يشغل أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الخروبة بالعاصمة، كما يعد أحد مراجع حوار الحضارات في العالم، وترأس عدة مؤتمرات لحوار الأديان حول العالم، بحسب الجريدة. ويعتبر محمد بن بريكة صاحب أكبر موسوعة للتصوف، وعرف عنه تواضعه وهدوؤه وقوة حجته، حيث اختارته جامعة كولومبيا بأمريكا رجل السنة بالجزائر 2017. وفي تعزية نشرتها الزاوية البلقايدية الهبرية على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك» أكدت أن الدروس المحمدية لم تخل من مشاركته الفعالة، منيرا حلقاتها بما جاد الله عليه من العلوم والفهوم التي خدم بها الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. حيث قدمت الزاوية البلقائدية الهبرية تعزية لعائلة الفقيد، ولكل طلبته الذين استفادوا به، ولكل محبيه ومن تعلق به من قريب أو من بعيد. الدكتور محمد بن بركية ولمن يعرفه، كان أصغر أستاذ في تاريخ الجامعة الجزائرية إذ التحق بصورة دائمة وعمره 22سنة، يرجع نسبه إلى قبيلة البوازيد وهم أشراف حسنيون عمروا مدينة الدوسن ضاحية معروفة من عمالة بسكرة بالواحات الجزائرية. نشأ في بيت علم درج أفراده على حفظ القرآن والمتون وسلوك طريق التصوف كابرا عن كابر. عمل أستاذا محاضرا في التصوف والفلسفة الإسلامية بجامعة الجزائر. تحصل على شهادة دكتوراه دولة في التصوف الإسلامي بتقدير مشرف جدا مع التهاني والتوصية بالطبع. وشهادة المنهجية في البحث وشهادة الماجستير في نفس المبحث أي التصوف. تولى مهام عديدة منها إدارة الدراسات ثم الدراسات العليا ثم رئاسة المجلس العلمي وعضوية اللجنة الوطنية لإصلاح برامج التعليم العالي ونيابة رئاسة اللجنة الوطنية للعلوم الإنسانية والاجتماعية. جمع المرحوم في دراساته بين الفلسفة والتصوف واختارته جامعة كولومبياالأمريكية كرجل السنة في الجزائر في 2017 وتلقى عرضا للتدريس فيها منذ شهر مارس الفارط، لكنه يقول :» أنا سعيد في الجزائر». تجدر الإشارة إلى أن «الجمهورية» سبق وأن أجرت معه عدة حوارات ولقاءات، على هامش الدروس المحمدية للزاوية البلقايدية بوهران، حيث كان يحرص دائما على التربية الصوفية وسماحة الإسلام ونبذ العنف والتطرف.