لم تمنع حرارة الشمس الحارقة خروج المتظاهرين السلميين أمس بعد صلاة الجمعة ال 19 من عمر الحراك الشعبي بوهران لمواصلة رفع الشعارات المطالبة بالتغيير وإسقاط النظام الفاسد حيث عبر الوهرانيون عن رغبتهم في مواصلة السير والمضي قدما لبناء جمهورية ديمقراطية بمبادئ نوفمبرية وهو ما حملته راية عملاقة وسط الحراكيين الذين لم يتخلفوا عن التجمع بساحة أول نوفمبر قبل انطلاق المسيرة التي كادت أن تخرج عن طابعها السلمي بعدما حاولت بعض الأطراف كسر شوكة الحراك وتشتيته بسبب خلافات نشبت ما بين المتظاهرين ولحسن الحظ تدخل العقلاء لفض النزاعات وإعادة التظاهر السلمي بوهران إلى طبيعته حيث تعالت بقوة الأصوات الداعية إلى إبعاد ما تبقى من رموز النظام البوتفليقي وعلى رأسهم بدوي وحكومته وعبد القادر بن صالح رئيس الدولة، كما ابدئ رواد المسيرات التي جابت كل شارعي العربي بن مهيدي ونهج جيش التحرير بالواجهة البحرية بعد الوقفة أمام مقر ولاية وهران تمسكهم بالحفاظ على الوحدة الوطنية ونبذ الجهوية والعنصرية وقد ردد المحتجون شعارات «عربي وقبايلي خاوة خاوة» «الجيش والشعب يد واحدة» «لا تصالح مع بن صالح» ووجه حراك الأمس رسالة، تحت شعار «نحونا الباءات وليس الرايات» وعادت المطالب الشعبية لتفتح ملف الفساد بالدعوة الملحة إلى محاسبة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة مع ضرورة تفعيل المادتين 7و8 من الدستور والتأسيس لدولة مدنية. وليست عسكرية وهو ما تداولته حناجر الوهرانيين الذين حملوا الرايات الوطنية والامازيغية والعلم الفلسطيني ورددوا « خاوة خاوة مهما اختلفت الرايات» « سلمية سليمة مكانش جهوية ولا عنصرية « قبايل وعرب خاوة خاوة وجا إسلام نحا العداوة « يا دولة بركة من اللعب المادة 7سلطان الشعب» «نريد دولة يحكمها رئيس لايمثل فرنسا ولا الجنرالات» «مكانش انتخابات تحكمها العصابات» « المادة 8 شرعية مشي بلطجية». واصر شباب الحراك على مواصلة المسيرات، مؤكدين بأصواتهم «صامدون صامدون وللحراك مواصلون» «لا فاكونس لا بحر والحراك مستمر « و» المادة 8 شرعية حنا ماشي بلطجية «. كما ردد المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بالتأسيس لدولة مدنية، وأخرى مؤكدة على مواصلة الحراك» صامدون صامدون للحراك مواصلون» وعلى فرار ما وقع في الجمعة الأخيرة حاولت مصالح الأمن اعتقال أحد المتظاهرين بالقرب من ساحة زبانة بسبب رفع الراية الامازيغية غير أن حشود المتظاهرين منعت قوات الأمن اعتقال أصحاب الرايات القبائلية وبعد أخذ ورد وسط إلحاح الحراكيين تم تحرير الشخص الموقوف ونفس الحادثة تكررت لكن الأمور سارت على ما يرام ولم تتطور. وعادت الراية التي تم التحذير من رفعها لتجوب وسط المدينة الى جانب العلم الجزائري في حين تمسكت جماعات أخرى برفع شعارات» ارحلوا ارحلوا الجزائر أمانة باعوها الخونة» و»باعوها باعوها وحنا نجيبوها»، وأخرى تدعو لسحب البساط من تحت أقدام الباءات المرفوضة داعية الجيش إلى تطبيق المادتين 7 و8 لتأكيد حسن نيته في مرافقة الحراك.