عرضت الفنانة الجزائرية « نسرين بلحاج « عرضها المونودرامي « طيوشة» ضمن عروض مهرجان قرطاج الدولي للمونودراما في طبعته الثانية بتونس، والعرض من تأليفها و إخراجها، فعلى مدار ساعة تميزت نسرين بعرضها كالعادة، وألهمت الجمهور الذي تفاعل معها بشكل كبير. عرض « طيوشة» كان مرشحا للفوز بالجائزة الذهبية لهذه السنة، من قبل الجمهور و فريق من الدكاترة النقاد ، لكن اللجنة كان لها رأي مخالف، و معايير أخرى منعت العرض من الفوز، مما فاجأ الجمهور حين إعلان النتيجة، لكن هذا لم يمنعنا من الاستمتاع بعرض « طيوشة « الذي يصنف ضمن الكوميديا السوداء، و هي أصعب العروض، لأنها اعتمدت على آلام الشعب في قالب كوميدي، فطرحت العديد من القضايا التي قد تعتبر من الخطوط الحمراء، قضايا الحيز العام و القضايا الاجتماعية، و السياسية التي تعيشها الجزائر.. مما أعطى أبعادا جديدة و جعل الفن أقرب لمنبعه أي المجتمع، و الحيز السياسي والإنساني. ارتكز عرضها على فكرة بسيطة وحولتها لعرض عن فني متميز جعل الجمهور يتفاعل معه، تارة يضحك و تارة أخرى يبكي، و في عرضها تناولت نسرين قضية امرأة متشردة اسمها طيوشة، وجسدت معاناتها في توفير مأوى و لقمة العيش، ومن خلال رحلتها تسرد قصص و حكايات اجتماعية وسياسية بشكل هزلي و كوميد، . تألقت الممثلة فوق خشبة المسرح، بأدائها و استغلالها لجميع الأماكن، بسينوغرافيا متناسقة مع العرض، من أضواء وموسيقى، و تأثيث، و تغيير الملابس والألوان، كان موازيا للأضواء و الموسيق، أما اللغة التي استعملتها كانت واضحة و مفهومة، إذ تعتبر اللغة الثالثة على المسرح الأكثر تقبلا للمتلقي. استحضرت عدة شخصيات فقلدت أصوات تلك الشخصيات بحرفة عالية، وتقنية ممتازة. الفنانة « نسرين بلحاج « ولدت لأجل المسرح، بأدائها الرائع و الذي ترك بصمة لدى الجمهور، خاصة حين لامست أهم قضية يعيشها الشعب الجزائري، وهي الحراك، فاختتمت عرضها بأغنية سولكينغ « الحرية « ،مع ارتدائها للعلم الجزائري.