الحراك الشعبي السلمي بتنظيمه وأفكاره وشعاراته وأهازيجه المحركة للمشاعر والقلوب الباعثة على الحركة والنشاط الداعية إلى الإصلاح والتغيير كانت ثورة ناصعة البياض مشرقة كشمس الضحى منيرة كالبدر شارك فيها الملايين في حماس تجلى فيه حب الوطن والدفاع عنه مما أضفى عليها طابعا حضاريا وإنسانيا فنالت إعجاب العالم الذي تعود على مشاهد العنف والتطرف والتكسير والتخريب . وقد استطاعت ثورة الحراك السلمي أن تحافظ على روحها وقوتها ووحدتها لأكثر من ستة أشهر وتمكنت من اكتساب قلوب وعواطف الشعب الجزائري ومؤسساته الرسمية الوطنية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية وأجهزة الأمن والدرك التي عملت على حماية الحراك وأحبطت كل المخططات التي استهدفته وأعلنت قيادة الجيش الوطني الشعبي انحيازها الواضح والصريح للشعب والوطن ومرافقتها لمطالب الحراك الشعبي ووقفت ضد العصابة الفاسدة المفسدة وكانت وراء تنفيذ الكثير من مطالب الحراك مثل إلغاء العهدة الخامسة واستقالة الرئيس السابق وتحرير العدالة التي فتحت ملفات الفساد والتحقيق مع العديد من رموز الفساد وإيداع بعضهم السجن المؤقت ومازالت العملية متواصلة لتطهير البلاد من الفاسدين المفسدين. وفي الجانب السياسي دعت قيادة الجيش الوطني الشعبي إلى تطبيق الدستور بتعيين رئيس للدولة وإجراء انتخابات رئاسية في ظرف وهو ما عمل رئيس الدولة المعين على تطبيقه ودعا إلى انتخابات رئاسية في الرابع جويلية الماضي دون أن يستجيب الحراك وأحزاب المعارضة لذلك فاقترح تنظيم حوار وطني تشاوري للخروج بحل توافقي وإنشاء لجنة وطنية مستقلة لتنظيم الانتخابات والإشراف عليها وتم تكوين لجنة للحوار والوساطة للاتصال بالأطراف السياسية لكن الأمور ما زالت تراوح مكانها حتى الآن ؟. كما ظهرت أصوات شاذة اخترقت الحراك والطبقة السياسية وراحت تطالب بمرحلة انتقالية ورحيل كل رموز النظام حسب تعبيرها ورفعت شعارات لا تمت بصلة لشعارات الحراك السلمية والوطنية التي تدعو إلى الوحدة والأخوة بين كل الجزائريين تحت الراية الوطنية والتعاون بين الجيش والشعب (جيش شعب خاوة خاوة) والتنويه بالدور الوطني المشرف لقائد أركان الجيش الوطني الشعبي. فقد أقحم المتسللون شعارات ورموز مفرقة وتهجموا على المؤسسة العسكرية وقيادتها واستغل فرصة الفتور وتراجع الكثير من المواطنين عن الخروج في الأسابيع الماضية فاحتل أصحاب النوايا السيئة والمصالح الخاصة الشارع وتبنوا الحراك الذي لا يمتون إليه بصلة . ولهذا من الضروري عودة الوطنيين المخلصين إلى مواقعهم داخل الحراك وتفعيل الشعارات الوطنية الجامعة ورفع العلم الوطني وترديد الأناشيد الوطنية والدعوة إلى الوحدة بين كل الأطياف السياسية للتحاور والتشاور والخروج بالحلول التي ترضي الجميع وتنهي الأزمة السياسية القائمة منذ أكثر من نصف سنة . فمن الضروري التعجيل بتنظيم الانتخابات الرئاسية والتخلي نهائيا عن المرحلة الانتقالية التي ستطيل في أمد الأزمة كما أن وجود رئيس الدولة وحكومة تصريف الأعمال غايته المحافظة على السير العادي لمؤسسات الدولة والحفاظ عليها (٫...)