شهدت الجزائر العاصمة ليلة الخميس إلى الجمعة تساقط أمطار غزيرة تسببت في فيضانات غمرت شوارع المدينة و أمام هذه الكارثة الطبيعية المسجلة في بداية موسم الأمطار وأياما قليلة قبيل دخول فصل الخريف تستوقفنا علامات استفهام كبيرة عن غياب أعمال و أشغال الصيانة الدورية للبالوعات ومجاري المياه المسدودة بمدننا في فترة الصيف تحسبا لموسم الأمطار ، حيث تغيب مثل هذه العمليات ليفاجأ المواطنون بفيضانات و سيول جراء قطرات قليلة من المطر ، وإن كان لنا أن نعلق على هذه الظاهرة فإننا نقول بأن تسيير المدن والقرى و خاصة المدن الكبرى لا يزال سيئا و رديئا جدا ما دامت المصالح المعنية بالوقاية من المخاطر والكوارث الكبرى خاملة ، وأكثر من ذلك نسجل عجزا و تقصيرا كبيرين للمصالح البلدية في أداء مثل هذه المهام الأساسية و البديهية جدا في كل مدن العالم ، ونخلص إلى أن بضع قطرات من المطر تكشف للجميع الغش في إنجاز الطرق والشوارع ، وإهمال وتقاعس المصالح المعنية في القيام بأشغال تنظيف البالوعات ومجاري شبكة صرف المياه من المواد والأوساخ الصلبة التي تسدها ، ليس هذا فحسب بل إننا نكاد نشاهد على طول في مدننا شوارع مليئة ببرك الماء المتعفن نتيجة انسداد البالوعات و أرصفة مملوءة بالحفر و قطع البلاط المنزوعة و أوساخ على الرصيف وعلى الطريق و في كل مكان و حدث و لا حرج عن أكوام الفضلات المنزلية المتساقطة من الحاويات في زاويا الشوارع . إن الحديث عن النظافة عندنا يتشعب و يأخذ بعدا خطيرا عندما يتسبب الإهمال و التسيب واللامبالاة في كوارث من أمراض و فيضانات في قلب المدن تحولها إلى بحيرات وبرك تسبح فيها السيارات ، وتغمر المياه وتغزو المنازل متسببة في خسائر للسكان و هنا يوجه أصبع الاتهام إلى المصالح البلدية أولا و كذلك إلى المواطن الذي يساهم بسلوكات غير حضارية في انسداد البالوعات عندما يرمي بالفضلات والنفايات المنزلية بالقرب من تلك البالوعات ويطرح سؤال كبير هنا نختم به هذه الوقفة هو أين الحس الحضاري و أين النظافة التي هي من سمات المسلمين ؟؟؟.