- غياب تام لمصالح بلدية وهران ومديرية الصحة رغم أهمية الإجراء تتواصل بولاية وهران حملات جمع الأشخاص بدون مأوى التي تشرف على تنظيمها "لاداس " بالتنسيق مع مصلحة الإسعاف الاجتماعي ، الأمن والحماية المدنية و التي رافقتهم فيها ليلة الاثنين جريدة" الجمهورية" وغابت عنها بلدية وهران التي لم توليها أية أهمية ولم تكلف نفسها كالعادة حتى بتعيين ممثل ينوب عنها رغم أن الإجراء يمسها بالدرجة الأولى هذا إلى جانب انعدام مصالح مديرية الصحة التي كان من المفروض أن تكون حاضرة بأطبائها أو أخصائييها النفسانيين. العملية التي انطلقت في حدود الساعة الثامنة مساء كانت فعالة خاصة و أن الفرقة المختلطة بين المصالح المشار إليها سابقا و التي جلها شباب تمكنوا بحنكتهم من إقناع عدة أشخاص بدون مأوى لتحويلهم الى المراكز التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي رغم الصعوبات التي واجهوها معهم للعدوانية التي يتميز بها العديد من المتشردين الذين ينحدرون من عدة ولايات من الغرب الجزائري ويتمركزون على مستوى حي المدينة الجديدة و *بلوبي* ووسط المدينة مثلما هو الحال بالنسبة ل«بن عقبي "من ولاية تيارت الذي يبلغ من العمر 48 سنة والذي وجدناه يفترش الأرض ، وبعد محاولات من مصلحة الإسعاف الاجتماعي و "لاداس" وافق على الذهاب معهم ، حيث أكد لنا بأنه جاء إلى مدينة وهران منذ عشرة أيام و هو يمتهن التسول منذ أعوام للعيش مثلما كان يفعل بولاية تيارت ، و قد لجأ إلى هذا التصرف نظرا للظروف الاجتماعية القاسية التي واجهها هناك دون أن يلقى أية مساعدة حسبه من قبل عائلته . تحويل أكثر من 100متشردا اسبوعيا الى مصلحة الاسعاف الاجتماعي أما بالنسبة ل "فوزية " التي تبلغ من العمر 45 سنة فهي جد محبوبة من قبل جميع المشاركين في هذه الحملة الذين هم على دراية تامة بوضعها ، حيث أشارت إلى أن ظروف الحياة المعقدة أجبرتها على البقاء لساعات متأخرة من أجل التسول وتوفير قوت أبنائها و هذا بعد تخلي زوجها عن مسؤولية التكفل بهم منذ 17 ستة ورفض منحها حتى الطلاق ، وأوضحت بأنها تقطن بغرفة بحي" البلاطو" شبيهة بكوخ تنعدم حتى باب لها يحميهم من التعرض لأي خطر ، و أشارت إلى أنه سبق لها و أن أقامت بدار الرحمة رفقة ابنها لمدة معينة ثم غادرتها ووعدتهم بعدم المبيت في الشارع مجددا ولكنها لن تتوقف عن التسول . يأتي هذا في الوقت الذي لفت فيه انتباهنا شخص آخر بزي أنيق و هو "حساني "ذو ال 58 سنة الذي وجدناه يحضر فرشه على الأرض لينام ، و رغم أنه رفض الحديث معنا الا أن أخصائيي الإسعاف الاجتماعي أشاروا الى بأنه يتواجد دوريا بالقرب من "الغارنيزون" بعد كل شجار مع زوجته حيث تجبره على ترك المنزل ولكن سرعان ما يعود إليه وهكذا دواليك . و في هذا الصدد أكدت مصلحة الإسعاف والنشاط الاجتماعيين بأن جل هذه الحالات سبق لهم وأن قاموا بجمعها الأسبوع الماضي وتم التكفل بهم على مستوى عدة مراكز تابعة للاداس بعدما تم فحصهم وضبطت كافة الإجراءات الإدارية الخاصة برعايتهم بغية ادماجهم ، إلا أنهم سرعان ما تركوها وفضلوا حياة الشارع وتحمل قساوته من أجل امتهان التسول و آخرون دأبوا على هذه الوضعية ورفضوا حتى المبيت في "الحمامات " رغم أنهم يعملون ك "حمالة" وهم ينحدرون من عدة مناطق مجاورة ومع نهاية كل أسبوع يغادرون الى أهاليهم لمنحهم ما تمكنوا من جمعهم من نقود لاعالتهم , وأوضحوا بأنه رغم الجهود التي يقومون بها و التي تسفر دائما عن جمع ما لايقل عن 100حالة أسبوعيا إلا أنه غالبا ما تبوء بالفشل بسبب هذا المشكل ويضطروا الى تكرارها من جديد ب6 نقاط سوداء تتعلق بالجهة المحاذية ل«الغارنيزون" بحي المدينة الجديدة وبالقرب من مقر الأمن الولائي و بشارع طرابلس بجانب قنصلية المغرب ، اضافة الى حي البلاطو الذي يجدوا به مواطنون تعذر عليهم الذهاب الى منازلهم لعدم وجود وسائل النقل حيث يتكفلون بمبيتهم بمصلحة الإسعاف الاجتماعي لحمايتهم من الشارع و من التعرض لأي اعتداء ، منوهين في ذات الاطار الى مشكل أخر أضحى يصعب من مهامهم و هو المصابين بالأمراض العقلية الذين تزايد عددهم منذ فصل الصيف و أضحوا يشكلون خطرا كبيرا على المارة و هذا عبر عدة مناطق بوسط المدينة ، مع العلم أنهم ليسوا من مدينة وهران بل ينحدرون من ولايات مجاورة كغليزان و تموشنت الى جانب معسكر. وما تجدر الاشارة اليه هو أن هذه المصالح الولائية ضاعفت من تدخلاتها منذ شهر سبتمبر المنصرم و التي وصلت إلى تنظيم 9 حملات كل أسبوع لجمع الأشخاص بدون مأوى لتوفير بهدف رعاية و مساعدة فئة هشة من المجتمع قست عليها ظروف الحياة وأجبرتها على مواجهة تحديات الشارع والاتخاذ من أزقتها مأوى لهم يفترشون الأرض به وينتظرون الحصول على غطاء يقيهم برودة الطقس ووجبة ساخنة من قبل محسنين أو جمعيات خيرية .