« طيور الشتاء " مجموعة قصصية، للكاتب الأديب، رحو شرقي، .الذي تشرفت بأن تتلمذ على يدي في مرحلة التعليم الثانوي ، إذ لم أسجل له في ذكراي ،أي مشاكسة،أو طيش مراهقة، سوى حسن السيرة والسلوك، والانضباط،والمواظبة على الدروس بجدية، واحترام للثانوية، وطاقمها من الأساتذة، والإداريين . وتشرفت بأن صرت، وأنا شيخ، تلميذا له في شيخوختي،وفي خريف عمري. أقرأ ما يكتب، وأتعلم من جلساته المثمرة، المفيدة. عنوان المجموعة القصصية " طيور الشتاء " له دلالة، وجودية، فلسفية، ونفسية، تتمظهر النزعة الإنسانية الطاغية ،من خلال موضوعات المجموعة القصصية للكاتب التي تناولت الحديث عن اليتامى، والحزانى.والمكسورين،ومشاركة الكاتب بوجدانه الآلام المتألمين، من شخوص قصصه ، موضوعات المجموعة القصصية ترجمة، وانعكاس لذات الكاتب ونفسيته،وتعاطفه اتجاه إخوانه من أبناء بيئته . والكاتب رحو شرقي كان موفقا، وصادقا ،في تصدير كتابه بكلمة الحديث عن السعادة،في معنى إيماني ،فلسفي عميق ،والتي أوعز صدق حقيقة تحقيقها من إرادة الله ؛وفي ماعدا إرادة الله، لا يتأتى للإنسان تحقيق سوى الرضا، أو بعض منه إلى حين، أما السعادة فهي مشروطة بإرادة الله . باكورة هذا العمل الأدبي جاءت في أسلوب شيق، ولغة عفوية ،خالية من التكلف،وصافية صحيحة لا تشوبها أخطاء، تنبئ أن للكاتب ملكة القدرة على الكتابة، والإبداع، وأنه أهل للنجاح، ولسوف يكون كاتبا، أديبا،يفتك الاعتراف به، ويسجل في سجل الخلود الأدبي .فهنيئا للكاتب رحو شرقي.