تصنف المتلازمة التاجية الحادة على رأس أمراض القلب والأوعية الدموية والمتسببة في وفاة عدد كبير من الأشخاص في الجزائر، باعتبار التدخين عامل خطر أساسي يتسبب فيها، حسبما أفاد به، يوم الخميس بالعاصمة، رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض القلب، البروفيسور محمد شطيبي. وفي تصريح للصحافة على هامش انعقاد المؤتمر الدولي الثالث للجمعية الجزائرية لأمراض القلب، قال البروفيسور شطيبي أنه "يوجد عدد كبير من الأشخاص مصابين بالمتلازمة التاجية الحادة بحيث يتوفون قبل وصولهم إلى المستشفى، ونود أن نفعل شيئا لهؤلاء المرضى الذين نجهل أعدادهم". كما أكد ذات المسؤول الذي يشغل منصب رئيس مصلحة أمراض القلب بالمستشفى الجامعي "بني مسوس" بالعاصمة، أنه ينبغي العمل على نظام يسمح للمرضى الذين يعانون من الأعراض التاجية بالوصول في الوقت المناسب والتوجه إلى المكان المناسب حتى يستفيدوا من العلاج وينقذوا حياتهم". وبخصوص مدى انتشار هذا المرض، أشار الأخصائي أن نسبة الوفيات داخل المستشفيات قاربت ال 7 بالمائة، إلّا أن سجل جمعيتنا حدد التدخين كعامل خطر رئيسي، وأنّ حوالي شخص من بين اثنين مصاب بالمتلازمة يدخن. كما يشكل ارتفاع ضغط الدم والسكري، يضيف ذات المسؤول، عاملي خطر كثيري الانتشار في أواسط السكان، بمعدل 39،9 بالمئة و35،2 بالمئة على التوالي، مؤكدا أن التكفل بالأمراض التاجية "مبني أساسا على استراتيجية جراحية تسمح بإجراء العمليات مبكرا"، وأن هذه الاستراتيجية متعلقة بعلاج طبي "مكثف" خلال فترة الإقامة بالمستشفى وعلاج "وقائي" خلال فترة ما بعد الاستشفاء. ومن جهته، أشار الأمين العام للجمعية الجزائرية لأمراض القلب، السيد محمد لمين بوزيد إلى نشر "خلال الأشهر القادمة" آخر الإحصائيات المرتبطة بأمراض القلب والشرايين في الجزائر، وذلك بمجرد الانتهاء من السجل الوطني الخاص بهذا المرض، مبرزا أن لقاء اليوم سيعكف على تقديم آخر المستجدات التكنولوجية في مجال الأدوية والموجهة للحماية من انسداد شريان عضلة القلب باعتباره مميتا في كثير من الأحيان. وإذ اعتبر أن "الجزائر تواكب اليوم المعطيات العلمية وتبذل جهودا لاقتناء الأجهزة والامكانيات العلاجية الحديثة والجد مكلفة"، أبرز السيد بوزيد أهمية "الوقاية" بحكمها "أداة علاج جيدة لعوامل الخطر على غرار السكري الذي يشهد حاليا علاجا جديدا بالجزائر".