((إنكم ستهزمون لأنكم تريدون وقف عجلة التاريخ وإننا سننتصر لأننا نمثل المستقبل الزاهر)) بهذه العبارة خاطب الشهيد البطل العربي بن مهيدي الجلادين الفرنسيين والتي تبقى سارية المفعل بالنسبة لكل الطامعين في النيل من الجزائر وشعبها العظيم الذي أبهر العالم بنضاله السلمي والحضاري الذي مرت على بدايته في 22 فبراير الماضي اكثر من تسعة أشهر دون أن يتخلله عنف أو فوضى أو تدخل خشن من أجهزة الأمن التي تحمي المتظاهرين بأوامر من قيادة الجيش الوطني الشعبي والقيادات العليا للبلاد وبالموازاة تجري الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر لاختيار رئيس للجمهورية في أمن وهدوء مما أزعج بعض الاطراف الداخلية والخارجية التي يقلقها نجاح الجزائر في تجاوز الازمة السياسية والقيام بالانتقال الديمقراطي السلس والهادئ ثم التفرغ نهائيا للقيام بالإصلاحات الشاملة والعميقة تلبية لمطالب الشعب الجزائري التواق للحرية والعدالة والتنمية الشاملة والكاملة والمتوازنة. لقد فضح البرلمان الاوربي نفسه وأبان عن حقده ومكره وتآمره على بلادنا بتدخله السافر في شؤونها الداخلية ونصب نفسه حكما على الحريات وحقوق الانسان عندنا مقابل صمته عما يحدث في دول ينتمي إليها في مفارقة عجيبة وخطيرة وهذا ما جعل الكثير من المتابعين والملاحظين يتساءلون عن دوافع البرلمان الاوربي وابداء التعاطف مع الجزائر وشعبها والتنديد بموقف البرلمان الاوربي حتى من الاتحاد الاوربي نفسه حيث أكدت مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الاوربي فيريدريكا موغريني ضرورة الاحترام الكامل لسيادة الجزائر. فالجزائر بلد جار وشريك سياسي واقتصادي ولشعبها حرية تقرير حاضره ومستقبله. كما عبر الاتحاد البرلماني لحوض البحر الابيض المتوسط عن دعمه الكامل لتنظيم الانتخابات الرئاسية في الجزائر وأكدت اسبانيا على لسان وزير داخليتها أنها تدعم العملية الانتخابية وان الوضع الحالي في الجزائر شأن داخلي أما الصين التي تعتبر أكبر شريك اقتصادي للجزائر فقالت أن الجزائر دولة شقيقة لا نريد أي تدخل من أي نوع في شؤونها الداخلية كما انضم الاتحاد البرلماني الافريقي لقائمة المؤيدين للجزائر رافضا تدخل البرلمان الاوربي في الشؤون الداخلية للجزائر ومعربا عن دعمه للمسار الانتخابي فيها مطالبا باحترام سيادتها في ادارة امورها الداخلية معبرا عن رفضه القاطع لقرار الاتحاد الأوروبي بشأن حقوق الانسان في الجزائر وطالب البرلمان الاوربي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الافريقية وقد أصدر البرلمان العربي بيانا استنكر فيه لائحة البرلمان الأوروبي واعتبرها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للجزائر وهكذا وجد البرلمان الاوربي نفسه في عزلة دولية بسبب موقفه المنحاز ضد الجزائر التي تحظى بالاحترام الكبير نظرا لمواقفها وسياستها الداخلية والخارجية المتزنة والداعمة للديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والسلام والامن والاستقرار