حانت ساعة التغيير نحو الأفضل ساعة ينتظرها كل جزائري وطني غيور على بلده ،فبالأمس طالبنا بإزالة عصابة عاثت في الوطن فسادا و استنزفت ثرواته و نهبت أمواله و استفزت شعبه لكن بفضل فطنة حُماته و رجاله أدرك الحراك مُراده و هُزّ العرش من تحت أصحابه و اليوم ينتظر من المواطن اختيار الأفضل و الأصلح لتوليه ،فلن يتم التغيير و لن تتحقق أهدافه إلاّ بمواصلة الإصلاح و اجتثاث جذور و بذور الفساد من مجتمعنا و من أنفسنا ،واجبنا أن نبدأ بمحيطنا فالإصلاح الحقيقي يبدأ من المرؤوس و لو غيّر المواطن ما بنفسه لكان رئيسه عند تطلعاته و طموحاته ،فكيف نطالب بتحسين ظروف العيش و رفع القدرة الشرائية و تطوير التربية والصحة و الاقتصاد و نحن نرفض حتى أن نغيّر ما بأنفسنا ،فالكلمة اليوم بيد المواطن و بيده فقط القدرة على اختيار الأفضل ليمثله ، فمستحيل أن تبقى الرعية بلا راعي و أن تظل مؤسّساتنا شاغرة فالشغور في حدّ ذاته معضلة تجرّ معها ما هو أخطر منها .