أكد عبد الحميد العربي الشريف، العقيد المتقاعد والمحلل الأمني والاستراتيجي، أن الفريق أحمد قايد صالح، كان رجلا وطنيا وقائدا عسكريا حكيما، وصرح في الحوار الذي أجرته معه أمس « الجمهورية « بأن فقيد الجزائر، كان مجاهدا نوفمبريا وبفضل خبرته وحنكته استطاع بناء جيش قوي أضحى اليوم يحتل المرتبة 19 عالميا، وحمى البلاد من المؤامرات التي حيكت في الخفاء. وبخصوص تعيين اللواء سعيد شنقريحة مكان قائد الأركان المرحوم أحمد قايد صالح، أكد العربي الشريف بأن اللواء من المدرسة النوفمبرية وسيواصل المهام التي باشرها فقيد الجزائر، وسيكرس رسالة الشهداء المقدسة. * الجمهورية : الشعب الجزائري، فجع بوفاة الفريق المجاهد أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، كيف استقبلتم نبأ رحيله المفاجئ ؟ - العقيد العربي الشريف : نحن اليوم أمام مصاب جلل، ألمّ بالجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، وبالشعب الجزائري وبالوطن، بفقدان أحد أعمدة وقادة مؤسسة الجيش الوطني الشعبي المخلصين، الفريق أحمد قايد صالح، هذا المجاهد النوفمبري، الذي خاض كل المعارك المصيرية، من أجل الجزائر، هذا الرجل الذي ومنذ نعومة أظافره، وتحديدا في السن 16 التحق بجيش التحرير الوطني، وبعد الاستقلال كان رجلا ميدانيا، رابط في جميع الوحدات، والمناطق الحساسة في الجزائر، لاسيما المناطق الصحراوية الجنوبية الغربية، التي كانت محل تهديد أمني، بقي هذا الرجل دائما في تلك المناطق الحساسة يرد الخطر عن الجزائر، حتى أتى به الزمن إلى منصب قيادة القوات البرية، وبعد ذلك قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، التي استلمها في ظروف جد حرجة، فقام ببناء جيش عصري متطور، لم يكن مرتب عالميا، أصبح اليوم يحتل المرتبة 19 عالميا، فضلا عن النقلة النوعية في التكوين والتدريب، واستطاع تأمين الجزائر من كل التدخلات الخارجية خاصة، عندما حلت رياح ما يعرف بالربيع العربي، الذي كان يستهدف الدول العربية، فهذا الرجل بنى جيشا قويا، يستطيع الرد على كل التهديدات الخارجية، والتي أردعها بقوة، وعندما استلم ملف محاربة الإرهاب في 2015، تمكن بحنكة كسر شوكة الإرهاب، وقضي عليه بصفة نهائيا، ثم استلم ملف محاربة الجريمة المنظمة والمخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر، ووفق في هذا المسار، هذا الرجل عندما خرج الشعب، وطالب باسترجاع مؤسساته ودولته، لم يختر المجاهد أحمد قايد صالح الاصطفاف مع الأنظمة، ولكن اصطف مع شعبه، وخاطب شعبه وواكب حراكه وتعهد أن يسترجع للشعب أمواله ومؤسساته وسيادته، عمل بإخلاص وجد، حتى أوصل الجزائر إلى بر الأمان، هو من كان سباقا للدعوة إلى الحوار، فكان الحوار سبيلا للنظر في كيفية الخروج من الأزمة التي واجهت البلاد، كما كان وراء إطلاق اللجنة المستقلة للانتخابات، وهو من تعهد بأن زمن صناعة الرجال قد ولى، وأنه ليس للمؤسسة العسكرية مرشح، وأن كل المرشحين يملكون نفس الحظوظ في هذه الانتخابات، وأتمها بقانون يمنع العسكري من الترشح إلا بعد مرور 5 سنوات من تقاعده، وآخر خطاب له كان بمعاني كبيرة عندما قال، أسديت تعليمات للعسكريين أن يختاروا الرئيس الذين يرونه مناسبا لقيادة سفينة البلاد بكل حرية، وللأمانة فإن هذا الرجل جعل من مؤسسة الجيش الوطني الشعبي مؤسسة وجيشا جمهوريا بأتم معنى الكلمة. * الأكيد أنكم تعاملتم عن قرب مع فقيد الجزائر، ما هي أهم الخصال والشمائل التي امتاز به قائد الأركان ؟ - هذا الرجل كان صادقا في تعاملاته، كان متشبعا بالوطنية، كان متربطا بدينه وأخلاقه وثورته، ويرجع له الفضل أن أعاد الشعب الجزائري إلى منبعه الأصيل وربطه بالثورة النوفمبرية المجيدة، وشهداء الوطن الأبرار، وفي كل خطاباته كان يستشهد دائما بالثورة التحريرية، ورجالها العظماء، ويقول للشعب الجزائري إننا أحفاد 10 ملايين شهيد. كان رجلا خلوقا ومحافظا على صلاته، وأشهد له أنه بعد صلاة العصر لا يستقبل أحد حتى يتم تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، كما أنه كان صادقا ومخلصا ومحبا لوطنه وكان زاهدا في الدنيا بأتم معنى الكلمة. * ما تعليقكم بخصوص تنصيب اللواء سعيد شنقريحة قائدا للأركان مكان المرحوم قايد صالح، وهل سيواصل الرسالة والمهمة التي باشرها فقيد الوطن ؟ - اللواء سعيد شنقريحة، قائد عسكري قدير ومتمرس، اختاره قائد الأركان المرحوم قايد صالح، لقيادة الناحية العسكرية الثالثة، واختاره لقيادة منصب قيادة القوات البرية، هذا الرجل كان لي الشرف أن عملت معه عندما كان قائدا للفرقة الأولى المدرعة، وهو من المدرسة النوفمبرية وأكيد سيواصل المسيرة لأن رسالة الشهداء اليوم تستدعي من الجميع أن يستمر فيها ويواصل على نهجها. لبناء جيش قوي وجزائر مستقرة وآمنة.