سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله.. هذا ما لهجت به ألسنة الجزائريين، وهم يستفيقون صبيحة أمس، على فاجعة انتقال نائب وزير الدفاع، قائد أركان الجيش الشعبي الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، إلى الرفيق الأعلى، إثر تعرضه لسكتة قلبية، وهو الذي تقمص دور الشخصية الأكثر نفوذا وسلطة وشهرة وحكمة في الجزائر، منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري الفارط. لم يكن أحد، غير الله، يدري أن آخر ظهور للمجاهد أحمد قايد صالح، سيكون بمناسبة تنصيب الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، وتأدية الأخير للقسم الدستورية، الخميس الماضي، بقصر الأمم، غربي الجزائر العاصمة.. مناسبة أسدى فيها رئيس الجمهورية، وساما برتبة “صدر” من مصف الاستحقاق الوطني، لقائد الجيش الوطني الشعبي، نظرا لجهوده الجبارة والدور الكبير الذي اضطلع به في المرحلة الحساسة، لضمان أمن البلاد ومؤسسات الجمهورية. وأعلن أن جنازة الفريق أحمد قايد صالح، ستقام غدا الأربعاء، وأكدت مصادر أن جثمان قايد صالح سيشيع إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية في الجزائر العاصمة، حيث يرقد كبار المسؤولين. وانتقل الفريق أحمد قايد صالح، إلى رحمة الله، صبيحة أمس، الاثنين على إثر سكتة قلبية ألمت به في بيته عن عمر ناهز 80 سنة، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وجاء في هذا البيان: “يعلنُ رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، السيّد عبد المجيد تبون، ببالغ الحسرة والأسى، عن وفاة المجاهد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي فاجأه الأجل المحتوم صباح هذا اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2019، على الساعة السادسة صباحًا، بسكتة قلبية ألمت به في بيته، ونُقل على إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة. بهذا المصاب الجلل تفقِد الجزائر أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيًا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام التي ما انقطعت منذ أن التحق في سن مبكرة بصفوف جيش التحرير الوطني الذي ترعرع في أحضانه وتشرَّب منه جنديًا فضابطا فقائدًا مجاهدًا عقيدةَ الوفاء للوطن والشعب. إنها لفاجعة أليمة قاسية أن تودّع الجزائر في هذا الوقت بالذات – وعلى حين غرة – قائدا عسكريا بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وهو المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد، لمِا حباهُ الله به من حكمة وتبصّر وصفاء ووفاء للجزائر وللشهداء الأبرار ومن إخلاص للشعب الجزائري الأبي، إخلاص تشهد عليه المرافقة الوطنية الصادقة والعمل الدؤوب المثابر على المرور بالجزائر إلى الأمن والأمان، آمنة مستقرة وشامخة. فالتاريخ سيكتب هذه المآثر الجليلة بأحرف من ذهب على صفحة مشرقة وضاءة من حياة فقيد الوطن الفريق أحمد قايد صالح تولاّه المولى عز وجل بشآبيب رحماته في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. انا لله و انا اليه راجعون”. وقرر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام على إثر وفاة الفريق أحمد قايد صالح، حسب ما أفاد به أمس، الاثنين بيان لرئاسة الجمهورية. وجاء في البيان “على اثر وفاة المجاهد الفريق احمد قايد صالح، قرر رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، السيد عبد المجيد تبون، اعلان حداد وطني لمدة ثلاثة ايام ولمدة سبعة أيام بالنسبة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي”. مسيرة ثرية في خدمة الجيش الوطني الشعبي والجزائر كرس الفقيد المجاهد، الفريق أحمد قايد صالح، حياته خدمة للوطن سواء إبان ثورة التحرير أو كضابط سامي في الجيش الوطني الشعبي, حيث ساهم إلى آخر لحظة من حياته في الحفاظ على استقرار وأمن البلاد. والفقيد وهو من مواليد 13 جانفي 1940 بولاية باتنة, التحق مبكرا بالثورة التحريرية ليتدرج بعد الاستقلال في عدة مناصب بالجيش الوطني الشعبي. المرحوم تكوّن بالجزائر وبالاتحاد السوفياتي سابقا، وهناك تحصل على شهادة بأكاديمية فيستريل بموسكو، كما شارك سنة 1968، في الحرب العربية الاسرائيلية. وتقلد الفقيد الفريق أحمد قايد صالح عدة مناصب من بينها قائد لكتيبة مدفعية ثم قائد للواء وقائد للقطاع العملياتي الأوسط ببرج لطفي وقائدا لمدرسة تكوين ضباط الاحتياط بالبليدة. وتقلد كذلك منصب قائد للقطاع العملياتي الجنوبي لتندوف فنائبا لقائد الناحية العسكرية الخامسة، وقائدا للناحية العسكرية الثالثة، وبعدها قائدا للناحية العسكرية الثانية. وتمت ترقيته إلى رتبة لواء في 1993 و في 1994 عين قائدا للقوات البرية، ليتم تعيينه في 2004، رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي وتقلد رتبة فريق سنة 2006، وفي 2013 تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع الوطني. حاز الفقيد وسام جيش التحرير الوطني ووسام الجيش الوطني الشعبي من الشارة الثالثة، ووسام مشاركة الجيش الوطني الشعبي في حروب الشرق الأوسط 1967 و1973 ووسام الشجاعة ووسام الاستحقاق العسكري وكذا وسام الشرف. وتم تقليده الخميس الماضي، وسام برتبة صدر من مصف الاستحقاق الوطني، من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، نظير جهوده الجبارة والدور الكبير الذي اضطلع به في هذه المرحلة الحساسة لأجل إثبات سمو الدستور وضمان سلامة المواطنين وأمن البلاد ومؤسساتها الجمهورية. وزارة الدفاع تعزي بوفاة الفريق أحمد قايد صالح تقدمت وزارة الدفاع الوطني بتعازيها إلى الشعب الجزائري، بوفاة نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الذي وافته المنية فجر أمس، إثر سكتة قلبية. وجاء في بيان الوزارة أنه "انتقل الى رحمة الله المجاهد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي فاجأه الأجل المحتوم صباح هذا اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2019، على الساعة السادسة صباحًا، بسكتة قلبية ألمت به". وتابعت: "بهذا المصاب الجلل تفقِد الجزائر أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيًا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام التي ما انقطعت منذ أن التحق في سن مبكرة بصفوف جيش التحرير الوطني الذي ترعرع في أحضانه وتشرَّب منه جنديًا فضابطا فقائدًا مجاهدًا عقيدته الوفاء للوطن والشعب". وقال المصدر: "إنها لفاجعة أليمة قاسية أن تودّع الجزائر في هذا الوقت بالذات –وعلى حين غرة– قائدا عسكريا بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وهو المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد، لمِا حباهُ الله به من حكمة وتبصّر وصفاء ووفاء للجزائر وللشهداء الأبرار ومن إخلاص للشعب الجزائري الأبي، إخلاص تشهد عليه المرافقة الوطنية الصادقة والعمل الدؤوب المثابر على المرور بالجزائر إلى بر الأمن والأمان، آمنة مستقرة وشامخة". وتابع البيان: "بهذه المناسبة الأليمة، تتقدم وزارة الدفاع الوطني، بكافة إطاراتها وأفرادها من ضباط وضباط صف وجنود ومستخدمين مدنيين، بأخلص عبارات التعازي وأصدق مشاعر المواساة، إلى كل الشعب الجزائري وإلى عائلة الفقيد، متضرعين إلى المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه، في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان". مجلس الأمة يوقف أشغاله وقوجيل يعتبر الراحل “مثالا لنبل الأداء والإخلاص للوطن” عزى رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل، عائلة الفريق أحمد قايد صالح، الذي وافته المنية، في بيان عن مجلس الأمة، أمس، بتوقيف أشغال مجلس الأمة إلى أجل لاحق، التزاما بإعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الحداد الوطني على الفقيد نائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح. وأكد رئيس مجلس الامة بالنيابة، صالح قوجيل، أن المرحوم كان “مثالا لنبل الاداء واخلاص العطاء للوطن”. وقال قوجيل في رسالة تعزية: “لقد هز مشاعرنا هذا الخطب وناء علينا بما تنوء به الفواجع المؤلمة، حين تنكبنا الآجال في الرجال الوطنيين المخلصين من معدن ومكانة الفقيد العزيز الفريق أحمد قايد صالح، وهو الذي قضى جل حياته في تولي المسؤوليات والمهام السامية في صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بحق وجدارة، باقتدار وتواضع، فكان مثالا لنبل الاداء وإخلاص العطاء للوطن وسيظل من عرفوه يحفظون له صفات المسؤول المحنك وثراء مسيرته”. وأضاف قائلا: “إنا لنرضى أمام مصابنا في أخينا المرحوم المجاهد الفريق أحمد قايد صالح بما قدر الله تعالى، وما لنا في مصابنا الاليم هذا إلا الاحتساب إليه جل وعلا، ولئن ملأ جوانحنا الحزن والأسى، فان النفس يؤنسها الايمان، وهي جانحة الى السكينة (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. صدق الله العظيم)”. وخلص رئيس مجلس الامة بالنيابة في رسالة التعزية إلى القول: “واني إذ أقاسمكم الرزء، أسلم معكم بقضاء الله وقدره متوجها إليكم بخالص التعازي وصادق مشاعر المواساة، وداعيا الله سبحانه وتعالى ان يلهم الجميع جميل الصبر والسلوان ويتغمد فقيدنا في جنة الخلد مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. إنا لله وإنا إليه راجعون”. أعضاء الحكومة يعزون في وفاة أحمد قايد صالح وعزى أعضاء الحكومة، المؤسسة العسكرية وعائلة نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الذي وافته المنية. وجاء في نص تعزية وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة ووزير الثقافة بالنيابة، حسن رابحي: "على إثر الفاجعة الأليمة التي ألمت بالشعب الجزائري بوفاة المغفور له المجاهد أحمد قايد صالح، رحمه الله يعرب السيد حسن رابحي باسمه وباسم الأسرة الإعلامية والثقافية عن حزنه العميق بهذا المصاب الجلل". وأضاف المصدر: "فقدت الجزائر أحد الوطنيين الأحرار الذين سيشهد التاريخ على مواقفهم النبيلة وهو الذي كان إلى جانب الشعب ورافقه في مسار التغيير السلمي وبناء دولة المؤسسات والانتقال بالبلاد إلى عهد جديد، وستبقى نضالاته الكبيرة على الدوام نبراسا يُضيء طريق الشعب الجزائري". وجاء في نص تعزية وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، تيجاني حسان هدام: "يتقدم الوزير نيابة عن كافة إطارات وموظفي الوزارة والهيئات تحت الوصاية، بخالص عبارات التعازي وصادق مشاعر المواساة، مبتهلين الخالق عز وجل أن يكرمه إلى جواره فيغشى روحه بألطاف مغفرته وثوابه، وأن يدثره بجميل خيراته، وينزله منزلا مباركا في جنات الخلد بين النبيين والشهداء الأبرار". وعزت وزيرة البيئة فاطمة الزهراء زرواطي عائلة الفقيد، حيث كتبت في نص التعزية: "ببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر انتقال المغفور له المجاهد الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، رحمه الله إلى الدار الباقية، الرجل و القائد والانسان الذي أعطى درسا في الوطنية وفي غرس اللحمة بين أفراد شعبنا وأفراد جيشنا". وتابعت زرواطي: "لقد قضى الله إرادته ولا أجد أمام هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى شعبنا وجيشنا الباسل قادة وضباط وجنود بخالص التعازي والمواساة".