*الخبز اليابس يجمع من القمامة ليطحن و يصنع به طبق "الكارانتيكا" ارتأينا أن نسير على خطى الحملة الوطنية لمكافحة تبذير الخبز و استطلاع آراء المواطنين حول ما رافقها من شعارات و إرشادات و عمليات التحسيس بالنتائج السلبية الناتجة عن رمي أرغفة الخبز في أكياس القمامة بالصور البشعة التي نلاحظها يوميا، فالتمسنا آراء أخرى لدى المستهلك الوهراني حول الظاهرة حيث أشار الكثيرون إلى أن أول خطوة لترشيد استهلاك الخبز و منع تبذيره تَكمُن في تحسين نوعيته بما فيها الخبز العادي و الممتاز و كذا إعادة النظر في المواد المستعملة في تحضيره و التي تتجاوز المعيار المعمول به في عديد المخابز إذ يتجاوز الوضع الجودة إلى إلحاق ضررا بصحة المستهلك. و من جهة يعترف أرباب بعض الأسر أنهم يحرصون على شراء الخبز وفق الحاجة و حسب عدد أفراد العائلة و أنهم لا يتعمدون التبذير و رمي ما تبقى في القمامة، إلا أن رغيف الخبز سرعان ما يتحول بعد ساعات قليلة من شراءه ليصبح غير ممكن استهلاكه، و بالتالي الاضطرار إلى شراء أرغفة أخرى جديدة، و هكذا تكون النتيجة المحتومة رمي قرابة 28 رغيفا في الأسبوع بمعدل 3 إلى 4 أرغفة في اليوم حسبما ذكره بعض المواطنين بجموع 112 رغيفا في الشهر بخسارة تتجاوز 1000 دج للأسرة الواحدة حسب استطلاع قصير قمنا به أمس مع المستهلك بشوارع وهران. و بالموازاة تواصل مديرية التجارة و البيئة و مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني و الجمعيات البيئية و غيرها من الجهات المعنية بالحملة الوطنية لمكافحة تبذير الخبز تحت شعارات "مكافحة الخبز مسؤولية الجميع"، و "لن ابذر.. لا شيء يضيع.. كل شيء يسترجع" و " مكافحة تبذير الخبز مسؤولية الجميع" و " اشتري حسب حاجتك" و غيرها من التوجيهات و الإرشادات في إطار حملات التحسيس و التوعية، كما خصصت مديرية التجارة رقما أخضر تحت تصرف المستهلك 1020 إلا أن كل من صادفناهم أكدوا أن هذا الرقم لا يعمل كما هو معتاد في كل الأرقام الخضراء للاتصال المجاني. و تعمل من جهتها أيضا المنظمة الوطنية لحماية و إرشاد المستهلك من خلال مكتبها الولائي على تعزيز الدور التشاركي و العمل على نقل انشغالات المستهلك و أفكاره و انتقاداته موازاة مع الحملة التحسيسية من أجل إنجاحها و تحقيق الهدف في تقليص أرقام أرغفة الخبز التي ترمى على الأرصفة و في المفرغات و الأخطر أن يتم نقلها من قبل جامعي الخبز اليابس لإعادة بيعها لورشات خاصة تقوم بتيبس الخبز لتحضير طبق "الكارانتيكا" الواسع الاستهلاك و الذي يعد الخبز اليابس القادم من القمامة أحد أهم مكوناته.