في الرسالة الثانية لبختي بن عودة التي وافاني بها .. يكشف فيها الكثير من الهموم، والهواجس .. الكتابية ، والحياتية، التي كانت تؤرقه مبدعا، وإنسانا .. لقد كان - رحمه الله- ممتلئا بالحب ، والحياة، والكتابة برؤية و ممارسة مسؤولة ، ووعيا جماليا ، يشير إلى المستقبل ..لكن يد الغدر، والكراهية، أطلقت عليه.. رصاص حقدها، وتطرفها ، رحل بختي ..لكن فنه، وأفقه الإنساني العالي ، سيظل محلقا - بإبداعية باذخة- في أفق المعنى،وسؤال المعرفة، التي هي طريق الحق، ويقين الحجة، وسطوع الحلم.. نص الرسالة: وهران في13/5/1985 صديقي العزيز عبد الحميد. هل تسعفني الكتابة، وهل تأخذني إلى مرتع الألق الجميل؟ هل تنقذني من همجية الأشياء وعفونة الأغلال؟ وهل تشكل في نهاية المطاف انخطافي إزاء عالم بدأ ينكشف، ويتكشف.. أملي أن تصبح الكتابة هي الأخرى هذا العالم المضاد ولكن؟ احتمال أن نسقط قبل أن نحقق هذه الغائية.. صديقي العزيز ها أنا ذا مقبل على الخدمة الوطنية- تيارت- يوم 20 من هذا الشهر، وعلى كل سأبقى وإياك في مراسلة مستمرة حتى لا أحس بالغربة سأحاول بقدر الإمكان أن أحافظ على توازن الذات، وتوازن المخيلة، وتوازن الكتابة ذاتها في حالة وعيها لذاتها كما يقول بارط.. المهم قد تكون هذه الفرصة سانحة لأن أقرأ الكثير،وأتعمق في هذا الكثير على غير العادة حتى أدخل عوالم أجدد بها الذات..كنت قد وعدتك بإرسال نسخة من اللقاء الذي أجريته مع بنيس لكن اطمئن و ريثما تحين الفرصة فإنني سأبعث لك به.. لأن المشاغل الصحافية، والكتابية ، والعائلية كثيرة والوقت ضيق.. لا تعاتبني ، أو عاتبني على طريقة الأدباء يا صديقي أتمنى أن تبقى على اتصال مستمر بي وأنا كذلك بدوري.. فيما يخص الاستفتاء لم أتلق غير جوابين واحد من عندك، وواحد من غرمول، أما المدخل النظري أو القراءة النظرية، فقد أتممتها وسأدرجها مع نصوص أخرى هي على التوالي: - الإيديولوجيا مشروع وهْم. - اللغة والعنف في ( لقاح) بوجدرة - الواقعية المضادة في رواية : وردة للوقت المغربي لأحمد المديني. - بيان النقد - الكتابة عن الوطن قراءة في النصر للجزائر - قراءة في " السائق" لمحمد مفلاح - في مفهوم الكتابة - ( حوار مع بنيس) أو إشكالية النص. غير الذي أجريته معه. هذه نصوص أتمنى أن أدخل بها مرحلة جديدة ، ومغايرة ستحفزني على المزيد من الأسئلة ، والممارسة ، والتفهم.. أخي عبد الحميد هل أسالك أم أتركك، تتكهن أسئلتي وهواجسي و.. و.. هذ المرة ستصلني كتب من طرف بنيس ،وأتمنى أن نلتقي ربما في المناسبات التي تجمع بين الكتاب و المعذبين في هذه الأرض الضيقة ، الضيقة جدا.. أتمنى أن تراسلني كما اتفقنا، وسامحني على " حماقتي" أخوك بختي مخلصا..