تحلّ اليوم الذكرى الأولى للهبّةالشعبية التاريخية التي قرر من خلالها الجزائريون وضع حدّ لسنوات عجاف في علاقة السلطة بالشعب و هي العلاقة التي رسّم حدودها نظام أبان جهارا أنّه يسير رويدا تجاه الشمولية و التسلط من خلال استنساخ العهد. و في الذكرى الأولى للحراك الجزائري قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ترسيم ذات التاريخ يوما وطنيا لتلاحم الشعب بجيشه، جيش فاجأ الجميع في الداخل و الخارج ، و ذكّر أنّه لا يشبه باقي الجيوش في العقيدة و المنبت وطبيعة العلاقة مع شعبه، فالجيش الجزائري شعبي المنبت، وطني العمق ، ثوري العقيدة إنْ في التحرير أو الإستقلال. عقيدة ثورية لا تزال راسخة في رجاله منذ عهدم بالثورة الكبرى، جيش لم يتأخر يوما عن تلبية نداء الوطن و ليس الأشخاص أو الزمرة الحاكمة مهما تعالى جباروتها. جيش يدود من خلال مؤسسته العسكرية عن كيان الوطن بشعبه و حدوده و ثرواته. جيش الجزائر أكد أنّه في الأيّام الحالكات لا يمكن له إلّا أن يكون في زاوية شعبه، و لولا وقفة الجيش الرصينة ، الثابتة المتأنّية و المسؤولة لكانت الجزائر تحصي موتاها، و استمر نظام الأقلية قافلا قبضته على القرار و صناعته و تنفيذه . إنّ اعتماد 22فبراير يوما وطنيا قرار يعطي الدرس أنّ الجيش الجزائري لم يتأسس لجلد شعبه و لم يُولد لتنفيذ أجندات الأقلية التي استأثرت بالحكم مهما بقيت في السلطة. و لا تزال الصورة التي صنعها الجيش و الشعب في هبّة قلّ نظيرها و يخاف منها حكام كثر في بلدان لا تزال تؤمن بعبادة الأشخاص ، راسخة في العقول و وقفت عندها تحليلات المحللين في أكبر الفضائيات، بما في ذلك تلك التي تزن للجزائر و شعبها بمكايل مختلفة، فصورة التلاحم فرضها شعب خرج باختلاف ميوله السياسية و معتقداته الدينية أو المذهبية و انتماءاتهم العرقية و نزعاته الثقافية و نفّذها جيش مرابط على حدود الإرادة الشعبية و منفذ لقراراتها. رغم محاولات التظليل التي شنّها جيش الكتروني تدفعه العصابة التي سقطت عنها كل الأقنعة و عرّاها عزم الشعب على اسقاطها و استجابت المؤسسة العسكرية لهذه الإرادة الشعبية المنتفضة و الصارخة عاليا و بصوت واحد: أوقفوا تسلطكم ، أطلقوا سراح الوطن و الشعب. و في قراءة متأمِّلة في موقف الجيش من هبّة الشعب التاريخية ، نجذ هذا الموقف قد استوقف العالم في سلمية الهبة و تنازلها عن كل مطلب اجتماعي و توجهها نحو مطلب سياسي محظ واضح الجملة و المعنى مصر على ذهاب من أرادوا الخلود فوق رؤوس الجزائريين ما بقي الظهر، و هو السلوك الانفرادي الذي عطّل السياسة و الاقتصاد و تراجع بالدولة و نشاطها سنوات إلى الوراء و كان يريد مزيدا من الركود، في حين آخر كان يعمل على اكتناز الثروة له و لخاصته من خلال استنزاف خزينة الدولة و قضم المزيد من القروض البنكية باسم استثمار واه و شراكات تقاس بما يعود على حاشية النظام بثروة و نفوذ.