أرفقت وزارة التربية الوطنية قرار تعليق الدراسة إلى تاريخ 19 أفريل الجاري لتحصين التلاميذ والمجموعة التربوية من الوباء المتفشي في البلاد، بجملة من التدابير لمجابهة انقطاع التعليم والمتمثلة في مواصلة التعليم وتلقين التلاميذ عبر مواقع مخصّصة من طرفها لاستكمال المقرّر المدرسي للسنة الجارية، وهي الإجراءات التي تبرز حرص رئيس الجمهورية، على ضمان الاستقرار التربوي للتلاميذ وتفادي الدخول في شبح السنة البيضاء. ولم تقتصر الإجراءات التي أقرّتها السلطات العمومية منذ انتشار وباء فيروس كورونا في الجزائر على التدابير الصحية كالحجر الصحي المفروض على عديد الولايات واقتناء المعدات الصحية الوقائية اللازمة وكذا التدابير الاقتصادية من حيث تموين الساكنة بالمواد الغذائية الضرورية، وإنما تعدّت ذلك لتصل للغذاء الروحي لأطفال الجزائر، حيث ضمن المسؤول الأوّل في البلاد، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مواصلة الدراسة ووفر في ذلك كل الإمكانيات المادية واللوجستية لكل الأساتذة لبث الدروس وضمان استمرار الدروس لكل الأطوار عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع توفير بث يومي للدروس على القنوات العمومية لتلاميذ أقسام السنة الخامسة ابتدائي، الرابعة متوسط والممتحنين في الباكالوريا وذلك لتفادي الوقوع في شبح السنة البيضاء. ويتابع أغلب أولياء التلاميذ منذ أسبوع دروس الفصل الثالث وما تبقى من العام الدراسي لأبناءهم في الأطوار الثلاث عبر بعض المواقع التي خصّصتها وزارة التربية الوطنية لهذا الغرض، وهو ما استحسنه الأولياء، حيث توفّر هذه المواقع كل ما يتعلّق بالدروس والتطبيقات الخاصة بجميع الأطوار. رغم الحجر.. كما، جاءت هذه التدابير لاستغلال وضعية الحجر المنزلي الذي أقرّته السلطات العمومية، حيث تقرر إطلاق برنامج تعليمي بالتنسيق مع وزارة الاتصال، موسومة "بمفاتيح النجاح"، تبث دروسا نموذجية للفصل الثالث بدءا من الأحد الماضي، عبر قناتي التلفزيون العمومي وهما الأرضية والجزائرية السادسة، لفائدة تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط، لمدة نصف ساعة وذلك ابتداء من الساعة منتصف النهار وإلى غاية الواحدة زوالا، باستثناء يوم الجمعة، فيما سيتم تخصيص ساعة كاملة للبث بدءا من الساعة الثالثة زوالا. كما تم تفعيل توسيع جهاز الدعم المدرسي عبر الانترنت منذ الأحد الماضي كذلك من خلال الأرضيات الرقمية للديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، لفائدة تلاميذ السنة الرابعة متوسط والثالثة ثانوي، وستبث الدروس يوميا بتخصيص حصة ب 45 دقيقة لكل مادة تعليمية في جميع الشعب. وتم بالتوازي مع ذلك بث حصص تعليمية، للتلاميذ في جميع المستويات عن طريق قنوات "اليوتيوب"، بدءا من الساعة التاسعة صباحا وإلى غاية منتصف النهار و15 دقيقة بالنسبة للفترة الصباحية، لتنطلق الفترة المسائية على الساعة 12/15 وإلى غاية الساعة الثالثة و45 دقيقة دون انقطاع. كل هذه التدابير تدخل ضمن الإستراتيجية الوطنية لمجابهة انتشار الوباء، وهو ما يبرز حرص السلطات العمومية على ضمان استمرارية الدروس وتلقين التلاميذ وعدم الرضوخ لسياسة الأمر الواقع التي تفرض إلغاء الفصل الثالث نهائيا، وهو ما من شأنه تجميد جزء من السنة الدراسية من جهة وانقطاع التلاميذ عن الدروس وهو ما يعني عدم استكمال البرامج التربوية والكل يعرف ما ينجم عن ذلك من تأخر في استيعاب التلاميذ للبرامج الدراسية.