- قراءة الكثير من الأعمال الأدبية الجزائرية خلال تواجدي بالحجر المنزلي تعتبر الكاتبة نسيمة بن عبد الله من الأديبات الجزائريات المبدعات في مجال القصة القصيرة ، صدر لها عديد من المجموعات القصصية من بينها ‘'كلمات تحت الشمس ‘'(الجاحظية) ، و ‘'حب في الكف ‘' (اتحاد الكتاب الجزائريين) ‘'أحيا'' (خيال للنشر والترجمة)، و لنفس الدار صدر لها أيضا ‘' في الجيد لهب ‘' ، و عن مشاريعها قالت انها بصدد كتابة مجموعة قصصية بعنوان ‘'قصص مجاهدات ‘' تعيش الأديبة الحجر الصحي بالجزائر العاصمة وقد تواصلت معها ‘'الجمهورية ‘' و كان لنا معها هذا الحوار . - كيف تعيش الأديبة نسيمة بن عبد الله ظروف الحجر الصحي ؟ ^ في العاصمة ،كما غيرها من مدن الجزائر، بل ومدن العالم نعيش ظروف الحجر الصحي ونحاول أن نتعامل معها بما يتلاءم وخصوصيات الأسرة الجزائرية، في هذه الظروف، ظروف الحجر والتي ما ألفها إنسان هذا العصر وخاصة الرجال فإن أثرها السلبي على النساء أقل، لأننا تعودنا على المكوث في البيت ، وحتى العاملات منا لا يخرجن في أغلب الأحيان إلا للعمل والعودة مباشرة إلى البيت . إن البيت واحة المرأة ، وهذه الواحة كطفل صغير تحتاج إلى العناية والرعاية يوميا وعلى الدوام . - ماذا عن أجندتك اليومية؟ ^ صباحا وقبل استيقاظ العائلة ، أتصفح أخبار اليوم ، أفتح الفايسبوك ، أطمئن على أختي المتواجدة خارج الوطن، أطمئن على الصديقات وكلي دعاء لهم بالسلامة جميعا، وفي هذا الحجر وهي فرصة لتفقد كل زاوية فيه والاطلاع على ما تحتويه مكتبتي والتي أبعدني العمل عنها كثيرا . هذا الحجر المنزلي سمح لي بقراءة أعمال كانت تنتظر، كروايات منها 257 لرفيق طيبي، و رواية ‘' قصر الصنوبر'' ل الهام بورابة و رواية: ‘' ليت شهدا ‘' للكاتبة التونسية صفية قم ، و ‘'سبع عشرة امرأة ‘' للكاتبة السورية سمر يزبك . و أنا الآن بصدد قراءة رواية ‘' البكاءة ‘' ل جيلالي عمراني . في هذا الحجر لم أنس تلاميذي للرابعة متوسط حيت أتواصل معهم عن بعد وأمدهم بالنصائح، والإرشادات فيما يخص مراجعة دروسهم . وتذليل الصعوبات التي تعترضهم . واستغل أوقات الفراغ - كما ذكر الأستاذ الأديب أحمد ختاوي – في ترميم بعض نصوصي المبعثرة وإعداد نصوص جديدة، أهاتف عائلتي وأطمئن عليها . أتواصل وصديقاتي هاتفيا ننقل لبعضنا البعض روح التفاؤل بغد سينتهي فيه الوباء وسنخرج من الحجر وسنلتقي بإذن الله نتبادل الوصفات وخاصة ونحن على أبواب الشهر الفضيل. - ماذا استفدت من الجحر الصحي؟ ^ لا ننسى أبدا أن هذا الحجر كان فرصة لنا لإعداد الوصفات التقليدية، خاصة ونحن في شهر شعبان ، وفي عاداتنا في شهر شعبان الاحتفاء بهذا الشهر من خلال إعداد الوجبات التقليدية واللمات العائلية ولأننا في الحجر، اكتفيت بتحضير الوجبات التقليدية للعائلة احتفاء بهذا الشهر كما تعودت منذ طفولتي . والحجر فرصة لأن نقترب من الله أكثر ونصلي الصلاة في حينها . - هل من نصيحة للمواطنين في زمن الكورونا؟ ^ علينا أن ننظر إلى الحجر من جانبه الإيجابي، في الحجر السلامة أولا لنا ولغيرنا،ثم هو فرصة لنا لنقترب كعائلة من بعضنا البعض بعد أن صرنا لا نلتقي إلا لقاء العابرين . وحتى للإنسان الذي يعيش بمفرده أن يرتاح من لهث الأيام، فلأنفسنا علينا حق، وكم أهملنا هذا الحق ،ونحن نجري وراء تحقيق مكتسبات أظهر هذا الفيروس أنها لا تستحق، وليس أهم من الصحة، إنها النعمة التي لا نراها إلا بعد أن نفقدها، فلنحمد الله ونكثر من الحمد كلما أصبحنا معافين . و هنا يحضرني الحديث الشريف فعن عقبة بن عامر قلت يا رسول الله : ما النجاة ؟ - قال: "امسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك .‘'من هذا الحديث الشريف ندرك أن النجاة دوما للإنسان من مخاطر الحياة أن يلزم بيته وأن يكف لسانه عن الشرور ويتقرب ليل نهار إلى الله تعالى. وفي حقيقة الأمر لو نظرنا إلى صيرورة حياة الإنسان، نجد أن الإنسان منذ وجد وهو في حالة اختبارات، وامتحانات تكون له محطة يقف عندها قبل العبور إلى المراحل القادمة ،فهذه الجائحة مست القسم الأكبر من البشرية، و استهدفت القوي والضعيف، من الأمم والصغير والكبير والذكر والأنثى ،جعلت العالم يدرك أن البقاء للإنسان، روح الإنسان هي الأهم ووحده يستطيع بعقله أن ينتصر على كل الأوبئة . وإن هذا الوباء في بلادنا علينا أن نتعلم منه كيف نحافظ على طاقاتنا الشبانية ، كيف نحافظ على طاقاتنا الإبداعية، كفانا تفريطا في أبنائنا . - ما هي كلمتك الختامية؟ ^ إن شاء الله نستطيع تجاوز هذه المحنة، والشعب الجزائري معروف بتحديه ومقاومته للأزمات ، وكل مرة يعبر عن تضامنه لحمة واحدة وانتصاره دوما في هذا التضامن . التعازي القلبية لكل ضحيا هذا الوباء . وتمنياتي بالشفاء للمصابين. ولغير المصابين أقول: الحجر ثم الحجر ثم الحجر حفاظا على سلامتنا وسلامة عائلاتنا وكل أبناء وطننا ،وندعو الله أن يهل علينا شهر رمضان ونحن في أمن وسلامة ،نسأل الله العفو والعافية ..رمضان مبارك للجميع .. اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين .