تُعرف ولاية سعيدة بمناطقها الفلاحية الرعوية حيث ينتشر مربو المواشي والفلاحين بمناطق كثيرة متباعدة عن بعضها البعض على امتداد بلديات الولاية و لعل الملفت للانتباه أن العديد من مناطق الظل لا يزال سكانها ينتظرون النظر في انشغالاتهم والتي ترتبط بالحياة اليومية وفي مقدمتها توفير الكهرباء ومياه الشرب وفتح المسالك والتي تسمح لهم بالاستقرار في مناطقهم لاسيما وأن الدولة تولي أهمية كبيرة لسكان مناطق الظل ولتسليط الضوء على سكان هذه المناطق و نقل انشغالاتهم تنقلنا إلى بعض المناطق التابعة لبلدية مولاي العربي التي تقع على بعد 60 كيلومتر جنوب أقصى الولاية والتي قضينا فيها يوما كاملا متنقلين من تجمع لأخر وسط تضاريس صعبة وذلك لنقل صرخاتهم للمسؤولين المحليين حيث جبنا مناطق دوار الشايف و حاسي الظلمة ومنطقة يمدلس ومزرعة ويس لخضر ضاية الكحلة ومنطقة وادي فاليط والسفالة سكان هذه المناطق رحبوا بنا خاصه وأنه أول مرة تزورهم الصحافة لرصد انشغالاتهم. عطش مزمن بدوار الشايف سكان دوار الشايف يقولون أنهم يطالبون بتوفير الكهرباء والماء حيث أكد سكان دوار منطقة الشايف والذي يقع على بعد 60 كيلومتر أقصى جنوب الولاية أنهم منذ أكثر من عشرين سنة واستقرارهم بمساكنهم وهم يعانون وذلك لغياب الكهرباء فرغم تواجد بئر إلا أنه لعدم وجود شبكة الكهرباء فإن المياه قليلة جدا وهو ما يجعلهم في رحلة بحث دائمة لمياه الشرب لهم ولمواشيهم فهؤلاء وجهوا صرخة للمسؤولين المحليين بغية توفير أبسط ضروريات الحياة سيما وأن لديهم أشجار مثمرة و مواشي حيث يعلقون آمالا كبيرة على برنامج التنمية الفلاحية بمنطقتهم سيما وأن الدولة تعطي أهمية كبيرة لسكان هذه المناطق لتثبيتهم بها . ظلام بدوار حاسي الظلمة أما سكان منطقة دوار حاسي الظلمة فيطالبون هم أيضا بتوفير الكهرباء وفتح المسالك فهذه المنطقة وجدنا صعوبة للوصول إليها وذلك نتيجة غياب المسالك التي تربط هذا التجمع السكني بالطريق الرئيسي أين تبعد عن عاصمة البلدية ب10 كيلومتر فهؤلاء يمتهنون تربية المواشي والدواجن فهذا الدوار اسم على مسمى حيث قاطنوه يعانون غياب الكهرباء رغم أن المنطقة فلاحية بامتياز و يقطعون مسافة كبيرة لجلب الماء الشروب ناهيك عن العزلة التي يعيشها قاطنوه جراء اهتراء المسلك المؤدي إلى المنطقة و الممتد على مسافة 05 كيلومترات حيث يبقى نشاطهم مرتبط بالكهرباء فرغم هذه المشاكل إلا أن هؤلاء لا يزالون يرفعون التحدي فأملهم الوحيد توفير الكهرباء و لعل ما أثر فينا هو الأطفال الصغار الذين تحدّثوا إلينا بمرارة نتيجة غياب الكهرباء فهم يراجعون دروسهم على ضوء الشموع فالعائلات رجعت بعد العشرية السوداء إلى مساكنها ومن السكان من يقومون بتربية النحل فرغم وجود بئر إلا انه لغياب شبكة الكهرباء فإن التموين بماء بمياه الشرب معلق منذ سنوات. المدرسة تبعد ب 10 كلم عن مزرعة ويس لخضر سكان مزرعة ويس لخضر كما تعرف «ضاي الكحلة « نحن في رحلة بحث دائمة عن مياه الشرب كما تلاحظون فنحن نعاني الأمرين نتيجة غياب مياه الشرب فكل شيء مرتبط بهذه المادة الحيوية حيث نقطع مسافة طويلة على بعد 40 كيلومتر لجلب المياه بسعر 1000 دج للصهريج الواحد لا يغني و لا يسمن من جوع حيث لا يكفي ليوم واحد أضف إلى ذلك فإن الطريق كارثي ففي فترة التساقطات المطرية يصعب علينا التنقل لقضاء حوائجنا ونحن نمتهن الفلاحة وتربية المواشي أضف إلى ذلك أبناءنا المتمدرسين يعانون الويلات للوصول إلى مدارسهم ببلدية مولاي العربي على بعد 10 كيلومتر حيث نقوم بكراء سيارات ب600 دج وفي فصل الشتاء فإننا نستعمل الجرارات لإيصالهم الى مدارسهم حيث نطالب المسؤوليين المحليين بالتفاتة جادة إلى مطالبنا مسالك وعرة تعزل قرية يمدلس سكان منطقة يمدلس يقولون أن الطريق هو عائقهم الأكبر للوصول إلى مساكنهم و هو في وضع كارثي و يمتد على مسافة 06 كيلومترات فلا المركبات قادرة على المرور عبره و لا الراجلين يمكنهم تجاوز الحفر و المطبات و الأوحال التي تتشكل عند سقوط الأمطار يضيف السكان «إن الطريق الرئيسي بعيدة و للوصول إليها يجب اجتياز هذا المسلك الصعب رغم أننا في فصل الصيف إلا أنه في حالة متدهورة و في الشتاء يعزل القرية كليا حتى الأراضي الفلاحية يصعب الوصول إليها و مالكو آلات الحصاد يعزفون عن المجيء إلينا « و المجالس الشعبية التي تعاقبت على بلدية مولاي العربي وعدت بصيانة الطريق لكن لا شيء تجسد. سكان منطقة وادي فاليط بحاجة إلى متوسطة وسيارة إسعاف كما أن التهيئة والإنارة العمومية موجودة بالقرية لكن تنقص بعض المرافق حيث هم بحاجة الى متوسطة بالقرية كون المتمدرسين يتنقلون إلى بلدية مولاي العربي لمزاولة دراستهم هذا بالإضافة إلى انعدام الطبيب والممرضين وكذا سيارة إسعاف حيث أثناء الحالات الطارئة يتم نقل المرضى إلى بلدية مولاي العربي بواسطة سيارات كلونديستان بسعر 1000 دينار جزائري هذا في وقت تعتبر القرية من بين أحسن القرى التابعة لبلدية مولاي العربي أغلفة مالية معتبرة لدعم التنمية بقرى مولاي العربي و رد رئيس بلدية مولاي العربي على انشغالات سكان هذه المناطق التي زرناها و ما هي إلا عينة من مناطق عديدة مصنفة كمناطق ظل تابعة لبلديات أخرى بالولاية والتي لا يزال سكانها ينتظرون التفاتة جادة من المسؤولين المحليين لاسيما وأن الدولة تعطي أهمية كبيرة لقاطني مناطق الظل وتوفير لهم ضروريات الحياة هذه الانشغالات التي قمنا بنقلها بكل أمانة إلى رئيس بلدية مولاي العربي هادف محمد والذي رغم ارتباطاته إلا أنه استقبلنا بمكتبه وأجابنا عن انشغالات السكان الذين زرناهم .و بهذا الخصوص فقد أكد في رده أن كل الدواوير التابعة لبلدية مولاي العربي مصنفة ضمن مناطق الظل حيث الدولة تولي أهمية كبيرة للسكان و تم تشكيل لجنة تتكون من ممثلين عن البلدية والأشغال العمومية ومؤسسة سونلغاز ومديرية الري والجزائرية للمياه حيث تم جرد كل النقائص مع إعداد بطاقة تقنية لكل منطقة والتي باتت بحاجة إلى الكهرباء الريفية والمياه وبخصوص المسالك الريفية فإن هذا المشكل لايزال مطروحا على مستوى محافظة الغابات والمصالح الفلاحية و سيتم انجازه خلال هذه السنة كما أن مؤسسة سونلغاز قامت بدراسة لكل المناطق التي بحاجة إلى الكهرباء الريفية وسيتم تجسيد و إيصال الكهرباء لهم في القريب العاجل سيما وأن الدولة تعطي أهمية كبيرة لسكان هذه المناطق لخلق الثروة البديلة لا سيما و أنه يتم التعويل على الفلاحة لتوفير مختلف المنتوجات وعلى الجميع التعاون ومد يد العون والدولة تولي أهمية كبيرة لسكان مختلف المناطق العميقة وكما تعلمون فإن بلدية مولاي العربي هي بلدية فلاحية رعوية وهناك عديد المشاريع التي استفادت منها مختلف المناطق وعلى سبيل المثال واد فاليط استفادت وحدها من مبلغ 28 مليار لتهيئة وإعادة الاعتبار لهذه القرية بالإضافة إلى مبلغ 17 مليار سنتيم للعيادة الصحية وكذا مشاريع أخرى في طريقها إلى التجسيد ويجب على الكل المحافظة على كل المكتسبات .