عبّر العديد من سكان دواوير بلدية الرحوية بتيارت، عن استيائهم وتذمرهم الكبيرين من الوضعية الصعبة والكارثية في بعض الأحيان، لعدة تجمعات سكنية ريفية متاخمة للبلدية الأم الرحوية. وأرجعوا سبب ذلك إلى تقاعس المنتخبين المحليين في أداء المهام المنوطة بهم والتخلي عنها لفائدة مقر البلدية، الذي عرف العديد من المشاريع الخاصة بالتهيئة العامة؛ من تعبيد للطرقات وتبليط الأرصفة والإنارة العمومية وعدة أشغال تجميل للمحيط، في الوقت الذي يعيش سكان المناطق الريفية مشاكل لا تُعد ولا تحصى، تتعلق أساسا بحياتهم اليومية، منها وضعية الطرقات، مياه الشرب والنقل المدرسي وغيرها، والتي طالب بشأنها السكان المنتخبين الجدد بالعمل على رفعها، مؤكدين في تصريحات رصدتها "المساء" رفضهم للوعود. يُعتبر دوار قيرس الذي يبعد عن مقر البلدية الأم الرحوية بنحو سبعة كيلومترات، من بين أهم التجمعات السكنية الريفية التي تحيط بالرحوية، حيث تقطن 7 آلاف عائلة أو أكثر، إذ يضمّ بدوره عددا كبيرا من التجمعات السكنية المحيطة به على مسافات متباعدة تفوق في بعض الحالات، الكيلومترين ونصف الكيلومتر. ومن بين أهم التجمعات السكنية القريبة منه أولاد راشد والقدادمة والعمايرية وزروقي الميلود وبن ويس رابح وغيرها، التي تصل إلى 12 منطقة ذات كثافة سكانية معتبرة مشكّلة لدوار قيرس. "دوار قيرس" يعاني مشاكل كبيرة في هذا الصدد، أكد السكان أن المسؤولين المحليين لا يعرفون المنطقة إلا في الحملات الانتخابية، حيث يطلقون وعود تجسيد المشاريع في حال الفوز بالعهدة، وما إن تمر الانتخابات حتى يختفي المسؤولون ولا يظهر لهم وجود وتتكرر هذه المغالطات، حسب سكان دوار قيرس، مع كل حملة انتخابية؛ حتى إنّهم سئموا من الوعود الكاذبة، مطالبين، في هذا السياق، بالتدخل العاجل لوالي تيارت السيد عبد السلام بن تواتي، من أجل الرفع من معاناتهم اليومية وتحسين حياتهم المعيشية، كون المنطقة فلاحية ورعوية بالدرجة الأولى، يعتمد أهلها على المحاصيل الزراعية وتربية الأغنام والأبقار، ليبقى أملهم الوحيد في حياة كريمة تتوفّر فيها أبسط الشروط؛ من ماء وطرقات وأرصفة وإصلاح الإنارة العمومية. رحلة بحث عن الماء أكد سكان دوار قيرس ل "المساء" أن أغلب المواطنين وإن لم نقل كلّهم يتنقلون يوميا إلى البئرين الوحيدين المتواجدين بالمنطقة للتزود بالمياه الصالحة للشرب، وبعضهم يستأجر الشاحنات المزودة بالصهاريج لنقل ما يمكن نقله للاستعمال اليومي، حسب تصريح سكان الدوار، بينما يجد بقية المواطنين صعوبات في ذلك، وهو ما بات يؤرقهم، كما أنّ دخل أغلب العائلات محدود ولا يمكنهم توفير مياه الشرب، ويتم الاعتماد على الأطفال لنقل ما يمكن نقله يوميا على مسافات متباعدة، وهو ما يجهد الطفل ويحرمه من مزاولة دراسته بالمنزل، لكن الذي تأسف له السكان هو صعوبة جلب مياه الشرب عند تساقط الأمطار بسبب الأوحال؛ ما يزيد من صعوبة العيش بالمنطقة ويعطل مصالح السكان، حتى إنهم لا يتنقلون يوميا إلى مدينة الرحوية، التي لا تبعد عنهم سوى بسبعة كيلومترات لانشغالهم بتوفير حاجياتهم اليومية، ومن بينها مياه الشرب، مطالبين السلطات المحلية والجزائرية للمياه بالتدخل في أقرب وقت لإنجاز مشروع خزان مائي يضمن لهم التزود بالمياه، وإنجاز شبكة المياه الصالحة للشرب وربط سكناتهم بهذه المادة الحيوية، فيما تزيد معاناة السكان صيفا بالنظر إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما يتطلّب استغلالا أكبر لكمية المياه سواء للشرب أو توريد الماشية وسقي الأشجار المثمرة، حيث المنطقة تقع بالقرب من ولاية معسكر، وهي معروفة بمياهها الحموية وارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يستلزم على السلطات التدخل العاجل لرفع الغبن عن سكان دوار قيرس، وتجسيد مشروع الخزان المائي مع ربط السكنات بالشبكة، وهو حلم السكان. حافلة النقل المدرسي بدون كَراسٍ أصبحت الحافلة الوحيدة الخاصة بالنقل المدرسي لا تستوعب كافة التلاميذ وهي محدودة، حيث تتّسع ل 60 تلميذا فقط، بينما قام مسؤولو البلدية، حسب تصريح السكان بنزع الكراسي من الحافلة لنقل أكبر عدد ممكن من التلاميذ، وهي طريقة استحسنها السكان، لكن قد تشكّل خطرا على حياة التلاميذ، خاصة منهم صغار السن، مطالبين في نفس السياق، بالتدخل العاجل للوالي من أجل تخصيص على الأقل حافلتين أو أكثر لتسهيل تنقّل التلاميذ إلى مؤسساتهم التربوية وبشكل سليم بدون أخطار، في حين يتنقل أغلب التلاميذ على متن سيارات خاصة، وغالبا ما يتأخرون عن مقاعد الدراسة بسبب غياب النقل. وحتى العمال يتنقلون أحيانا مشيا على الأقدام مسافة طويلة للوصول إلى الطريق الوطني من أجل الظفر بوسيلة نقل تقلّهم إلى مقر دائرة الرحوية، وهي صعوبات كبيرة بالأخص مع الموسم الشتوي والتساقطات المطرية، وهي وضعية كارثية أثرت بالسلب على حياة السكان، الذين يطالبون السلطات المحلية والولائية وحتى مديرية النقل، بتخصيص حافلة لنقل المسافرين على مستوى خط دوار قيرس بمدينة الرحوية، خاصة أن الدوار به عدد معتبر من السكان يتنقلون بشكل يومي ودوري إلى مقر البلدية، لقضاء حاجياتهم وجلب المواد الاستهلاكية والدراسة. قوائم للسكن الريفي لم تجسد مشاريعها استغرب سكان دوار قيرس الطريقة التي تم التعامل بها مع ملف السكنات الريفية، فقد تم إشهار القوائم الاسمية منذ سنة 2010 ولم يتم تجسيد المشاريع إلى غاية اليوم، مطالبين الوالي بالتدخل العاجل لدراسة هذا الملف، الذي يُعتبر، في نظرهم، شائكا؛ كونهم محرومين من جميع الصيغ بعد تلقّيهم إثباتات تؤكد حصولهم على سكنات ريفية من سنة 2010، لكن في الواقع لم يتم الانطلاق في تجسيدها إلى غاية اليوم بحجج واهية من قبل السلطات المحلية، واعتبروا الملف "غامضا". من جهة ثانية، أكّد السكان أن حصة 60 وحدة سكنية، عبارة عن مجمع ريفي غير كافية؛ كون المنطقة لم تستفد من أي برامج سابقة على مدار سنوات طويلة، حتى إنّ 60 وحدة سكنية، كما ذكروا، لم تتحقق إلى غاية اليوم، لتتجه مطالب السكان نحو الدعوة إلى فتح تحقيق حول هذه السكنات التي بقيت معلقة، حسب تعبيرهم، بدون تجسيدها على أرض الواقع، فهم اليوم متخوفون من تغيير مسارها نحو مناطق أخرى، ما قد يحرمهم من نعمة السكن رغم سياسة الدولة، الرامية إلى تشجيع المواطنين على البقاء بمناطقهم الأصلية وتشجيع الهجرة العكسية من المدن نحو القرى. غياب الربط بالكهرباء وشبكات عنكبوتية تنذر بالكارثة أضحت التوصيلات العشوائية للكهرباء التي تشكلت بعد ربط السكنات التي تنعدم بها الكهرباء والواقعة بالحي المقابل، تهدّد بحدوث كارثة حقيقية بفعل تشابك الخيوط ذات النوعية الرديئة التي لا تقوى على تحمل الضغط العالي. وطالب السكان المعنيون بهذه الظاهرة بتدخل مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز (غرب)، لربط السكنات الخمس عشرة وتسهيل الحياة المعيشية للمواطن الريفي وتوطينهم بالمنطقة بدون اضطرارهم للنزوح نحو المدن، خاصة أن الكهرباء الريفية تعتبر عنصرا مهما لاستقرار العائلات وتشجيعهم على العمل الفلاحي، مستنكرين في السياق، التأخر الكبير في ربط هذه السكنات، ما دفعهم إلى جلبها من عند جيرانهم بدون شروط السلامة، ما قد يهدّد بحدوث كارثة في حال تهاطل الأمطار وملامسة المياه الأسلاك، حتى إنّ سكان دوار قيرس عبّروا عن خوفهم على أطفالهم في حال ملامسة الخيوط الكهربائية المتدلية على الجدران والأرض، داعين الوالي إلى التدخل العاجل لتحسين الظروف. الغاز الطبيعي مطلب ملحٌّ ناشد سكان الدوار السلطات الولائية والمحلية برمجة مشروع لربط المنطقة بخدمة الغاز الطبيعي، كون الخط الرئيس الناقل للغاز لا يبعد عن القرية سوى بأمتار قليلة، وهو ما يسمح لسكان الدوار بالاستفادة من خدمات الغاز الطبيعي وتوديع قارورات غاز البوتان، التي تعدّ مشكلا حقيقيا، خصوصا خلال الشتاء، حيث يجبر السكان على اقتناء قارورات الغاز بأسعار خيالية، إذ تصل أحيانا إلى 300 دج للقارورة الواحدة عوض 200 دج، فيما يصل سعرها خلال الشتاء إلى حدود 500 دج، وهو ما يصعّب من حياة المواطن، إذ إنّ أغلب العائلات مجبرة على اقتنائها بتلك الأسعار خاصة التي لا تملك وسائل نقل، فيما تتمكن عائلات أخرى من اقتنائها بسعرها الحقيقي بعد جلبها من مدينة الرحوية بوسائلهم الخاصة. للإشارة، ينشط سماسرة غاز البوتان بالفترات الشتوية القاسية لترويج هذه المادة الحيوية وسط سكان الريف، الذين يجدون صعوبات في التنقل نحو المدن، لتفرض هذه التجارة سيطرتها بالمناطق الريفية التي لا تحتوي على طرقات، حيث يخاطر السماسرة لأجل توفير الغاز للمواطن الريفي لكن بأسعار خيالية، لتبقى مطالب سكان دوار قيرس ملحّة من أجل تدخل السلطات لبرمجة مشروع تزويد القرية بخدمة الغاز الطبيعي وتوديع المعاناة مع قارورات غاز البوتان. انعدام وسائل الترفيه وملعب وحيد كارثي يبقى حلم شباب دوار قيرس ينحصر في إنجاز ملعب معشوشب اصطناعيا، يمكّنهم من قضاء أوقاتهم، كما يسمح للأطفال باستغلاله؛ كون مساحات اللعب منعدمة في ظل غياب التهيئة، وهو ما عبّر عنه شباب الدوار، الذين يجبَرون على التنقل إلى مدينة الرحوية بمعدل 14 كيلومترا يوميا من أجل الانخراط في إحدى الرياضات المتوفرة هناك، فيما يجبَر الأطفال على اللعب بالقرب من الأوساخ لانعدام مساحات مخصصة لهم رغم أن الدوار به تجمع سكني كبير يمكن إنجاز به عدة مشاريع لفائدة الشباب، من بينها دار للشباب وملعب، وحتى مكتبة يستفيد منها الطلاب والتلاميذ بمختلف أطوارهم. وينشط معظم شباب القرية بمجال كرة القدم، وهي الرياضة المحبوبة، غير أنهم يزاولونها بملعب وضعيته كارثية، وهو ترابي من مادة "التيف"، ورغم حداثة إنجازه غير أن السياج تعرّض للتلف؛ ما دفع بالغرباء إلى سرقته، حيث طالب الشباب بإنجاز ملعب معشوشب اصطناعيا يمكنهم من مزاولة الرياضة الوحيدة والمحبوبة لديهم. وتعدّ هذه العينة من المشاكل الكثيرة التي يعاني منها سكان دواوير قيرس وغيرها، الذين يطالبون بإيلاء العناية اللازمة من قبل السلطات المحلية وعلى رأسها المجلس الشعبي البلدي، بهدف تجسيد مشاريع، تكون، حسب السكان، الأولوية فيها لرفع الغبن وإزالة كلّ المشاكل التي تعيشها أكثر من 7 آلاف عائلة؛ منها الطرقات، المياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي، مؤكدين استعدادهم لدعم المجلس المنتخب شريطة إعطاء عناية أكبر لانشغالاتهم اليومية. ❊❊ ربورتاج: ن.خيالي ❊❊