ثمن جميع المواطنين الخطوة الهامة التي عرفها ملف استرجاع رفات شهداء المقاومات، الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر، والتي كانت متواجدة بمتحف التاريخ الطبيعي في باريس، الذي عرف مراحل عديدة من المباحثات منذ تفجير هذه القضية سنة 2011، لتتوج أخيرا مساعي الجزائر الحثيثة بإعلان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، عن إعادة 24 رفات من قادة المقاومة الشعبية، ورفاقهم يوم أمس إلى أرض الوطن، على متن طائرة عسكرية من القوات الجوية الجزائرية قادمة من فرنسا. العملية تابعها المواطنون باهتمام مثمنين هذه الخطوة الهامة، التي عرفتها منذ بداية القضية منذ سنوات ليحن أخيرا وقت وصول هذه الجثامين إلى أرض الوطن حيث أجمعت انطباعات المواطنين التي رصدناها أمس على مباركة العملية باعتبار هذه الرفات عبارة عن إرث وطني مشترك، فيوم أمس كان تاريخيا وفى من خلاله رئيس الجمهورية بما وعد به، لاسيما وأن هذا الملف كان من بين أكثر الملفات، أهمية في عيون الجزائريين، ما جعله يولي اهتماما خاصا له، لاسيما وأن الدستور ينص على ضمان الدولة لاحترام أرواح الشهداء. كما أن الملف حسب تصريحات المواطنين ممن تحدثت إليه أمس "الجمهورية"، له علاقة برمزية الاعتناء الذي يحظى به الشهداء، كرموز للدولة الجزائرية، مطالبين السلطات العليا للبلاد بمواصلة العملية تدريجيا بنفس العزم لاسترجاع كل الرفات الموجودة بفرنسا والموضوعة بمتحف باريس، وكأن حربها على الجزائر مفخرة لها ليعاد دفنها بالجزائر الوطن الذي ضحى لأجله هؤلاء الشهداء بحياتهم . كما أن المميز في توقيت العملية، حسبما أشار إليه المتابعون لهذا الملف من المواطنين هو تزامنها والاحتفالات بعيد الاستقلال، الذي سيكون هذه السنة خاصا جدا، مع استرجاع رفات مجموعة من شهداء المقاومة الشعبية، خلال الفترة ما بين 1838 و1865، لاسيما وأن الرئيس تعهد بعد وصوله للحكم في 19 ديسمبر الماضي، باستعادة تلك الجماجم، ودفنها في الجزائر وهو ما دفع به للوفاء بعهده، مثلما تعود عليه الجزائريين في انتظار اعتذار فرنسا واعترافها وتعويضها لجرائمها الاستعمارية، التي ارتكبتها بالجزائر، والتي لا تزال كل مرة تطالب بطي ملفها، على أنها صفحة من الماضي ويجب التوجه نحو المستقبل، غير أن للمواطنين حسبما صرحوا به لنا بخصوص هذا الملف، رأي آخر فملف استرجاع رفات الشهداء، وصفوه بالهام شاكرين مساعي رئيس الجمهورية، على وقوفه شخصيا ومتابعته له كما أنهم أكدوا على ضرورة مواصلة العملية والتوصل إلى افتكاك اعتراف فرنسا بجرائمها الشنيعة بالجزائر.