* تبون: سنلم شمل شهدائنا فوق الأرض التي ضحوا من أجلها * الفريق شنقريحة : تحقق الأمل بعد الألم
بعد شد وجذب طويلين وصراع كبير حول ملف الذاكرة بين الجزائروفرنسا هاهي الجزائر تحقق انتصارا كبيرا، باسترجاع جزء من رفات شهدائها الأبرار الذين سقطوا في أرض المقاومة الشعبية ضد المستعمر الغاشم . ويشكل استرجاع رفات أبطال المقاومة الشعبية ضد الغزو الفرنسي، المحفوظة منذ أزيد من قرن و نصف في متحف التاريخ الطبيعي بباريس، و التي تم استرجاع 24 منها، أمس إلى أرض الوطن أحد المطالب الرئيسية للدولة الجزائرية حول مسألة الذاكرة. و علاوة على مسألة إعادة جماجم الجزائريين يتضمن ملف الذاكرة أيضا الأرشيف الذي اختفى خلال الثورة التحريرية و تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، مع العلم أنه تم استحداث لجان مشتركة جزائرية فرنسية لمعالجة هذه المسائل. إقلاع الطائرة العسكرية الناقلة لرفات الشهداء أقلعت الطائرة العسكرية التابعة للقوات الجوية الجزائرية، صباح أمس من مطار العاصمة الفرنسية باريس متوجهة إلى العاصمة الجزائرية وبالضبط مطار هواري بومدين ، حاملة على متنها رفات الشهداء ورموز المقاومة الشعبية ال 24 ، على غرار الشريف بوبغلة ، الشيخ بوزيان زعيم مقاومة الزعاطشة، الشريف بوقديدة المدعو بوعمار بن قديدة ، مختار بن قويدر التيطراوي ومحمد بن الحاج من قبيلة بني مناصر، والذي لا يتجاوز سنه 18 سنة وباقي الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقلال البلد . رئيس الجمهورية يشرف على مراسيم استقبال الرفات و بحدود الساعة الواحدة زوالا وصل رئيس الجمهورية إلى القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين للاشراف على استقبال رفات الشهداء المسترجعة من فرنسا والقادمة على متن الطائرة العسكرية التابعة للقوات الجوية الجزائرية . حطت الطائرة التابعة للقوات الجوية العسكرية حوالي الواحدة وخمسة دقائق مرفوقة قبل نزولها بثلاثة طائرات سوخوي تابعة للقوات العسكرية، تحت أنظار كبار مسؤولي الدولة من عسكريين و مسؤولين سامين يتقدمهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وكذا الفريق السعيد شنقريحة بالإضافة إلى رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل، الوزير الأول عبد العزيز جراد، رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين ، رئيس المجلس الدستوري جمال فنيش و وزارء آخرين على غرار وزير الداخلية بلجود كمال وغيرهم . استقبال تاريخي للشهداء في أرضهم استقبل رفات الشهداء الأبرار استقبال رسمي تاريخي ، حيث رافقت الطائرة العسكرية في سماء الجزائر طائرات سوخوي قبل نزولها على أرض مطار هواري بومدين ، وبعدها جاء دور المضليّين التابعيين للقوات الخاصة الجزائرية لينزلوا مؤدين التحية الشرفية ، بعد ذلك قامت قوات الحرس الجمهوري بحمل صناديق الرفات المغطاة بالعلم الوطني في ثلاث صفوف تنقلت تحت أنظار رئيس الجمهورية في ممر شرفي على وقع دوي مدافع القوات البرية كتكريم لهم . فاتحة الكتاب على روح الشهداء بعد مرور رفات شهداء المقاومة الشعبية على طول ساحة القاعة الشرفية ، قرأ رئيس الجمهورية رفقة مسؤولي الدولة من مدنيين وعسكريين فاتحة الكتاب عليهم ، وسط دعوات من الإمام الحاضر بالقاعة الشرفية ، ليعزف بعدها النشيد الوطني كتكريم لهؤلاء الأبطال ومقاومتهم ضد الاستعمار طوال سنوات قبل استشهادهم في ساحة المعركة . تبون:عازمون على استرجاع باقي الرفات كشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عن إعادة 24 رفات من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم أرض الوطن على متن طائرة عسكرية من القوات الجوية الجزائرية قادمة من فرنسا، مؤكدا انه سيلتحق بهذه المجموعة الأُولى باقي رفات الشهداء المنفيين أمواتا، لأن الدولة "عازمة على إتمامِ هذه العملية حتى يلتئم شمل جميعِ شهدائنا فوق الأرض التي أَحبوها وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون". وقال الرئيس تبون في كلمة ألقاها أول أمس خلال حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لضباط الجيش الشعبي الوطني بقصر الشعب، بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال58 لعيد الاستقلال والشباب: "بعد ساعات، ومع إطلالة الجمعة المباركة، ستحط بإذن الله في مطارِ هواري بومدين الدولي، طائرة عسكرية من قواتنا الجوِية، قادمة من فرنسا وعلى متنها رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ورِفاقهم من جل مناطق الوطن، مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن أكثر من 170 سنة، يتقدمهم الشريف بوبغلة والشيخ أحمد بوزيان، زعيمِ انتفاضة الزعاطشة، والشريف بوعمار بن قديده ومختار بن قويدر التيطراوي وإِخوانهم، من بينهم جمجمة شاب مقاومٍ لا يتعدى عمره 18 سنة من قبيلة بني مناصر يدعى محمد بن حاج، و أفاد رئيس الجمهورية في نفس السياق أنه :" ستلتحق بهذه المجموعة الأُولى باقي رفات الشهداء المنفيين أمواتا، فالدولة عازمة على إتمامِ هذه العملية حتى يلتئم شمل جميعِ شهدائنا فوق الأرض التي أَحبوها وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون". الفريق شنقريحة : حلم الشهداء تحقق قال رئيس الأركان بالجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، أن استرجاع رفات وجماجم قادة المقاومة الشعبية، هو حلم الشهداء الذي تحقق، بعدما عرضت في المتحف منذ أكثر من قرن ونصف للتباهي، دون اعتبار للأخلاق ولا كرامة الإنسان، ما يمثل الوجه البشع للاستعمار. وثمن اللواء في كلمة ألقاها بمناسبة استقبال رفات وجماجم قائدة المقاومة الشعبية، المجهودات المبذولة في سبيل تحقيق هذا الهدف المنشود، الذي يعد أحد الالتزامات التي قطعها رئيس الجمهورية، بمناسبة الاحتفاء بيوم الشهيد في 18 فيفري الماضي، مؤكدا أن استرجاع الجماجم في هذا اليوم، يمثل عربون وفاء لالتزام الرئيس. وقال الفريق سعيد شنقريحة، أن اليوم الذي استقبلنا فيه رفات شهداء المقاومة هو يوم عظيم استقبلت فيه الجزائر عظماءها ممن صنعوا المجد منذ اكثر من قرن ونصف ويمكنا القول بكل فخر أن حلم الشهداء تحقق بعودتهم لأرض الوطن. وأضاف شنقريحة أن عودة الأبطال اليوم إلى الأرض انتصار كبير للجزائر، بعد أن تمكنت من إعادة من ضحوا من اجلها بأرواحهم وحياتهم ملفوفين بالعلم الوطني فوق أجسادهم الطاهرة التي سرقها الاستعمار الفرنسي البغيض وعرضها في متحفها منذ أكثر من قرن ونصف دون حياء ولا اعتبار لكرامة الإنسان انه الوجه البشع للاستعمار الفرنسي وجرائمه ، وأضاف أن الآمل قد تحقق بعد كثير من الألم وعاد الأبطال مبجلين ليلتحقوا برفقائهم بمربع الشهداء . وذكر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي: "لقد قضى هؤلاء الأبطال أكثر من قرن ونصف قرن في غياهب الاستعمار وكانوا محل ابتزاز ومساومة من لوبيات بقايا الاستعمار دعاة العنصرية إلى أن تتحقق هذا اليوم المميز الذي نستكمل به مقومات سيادتنا". ونوه الفريق، بالجهود المخلصة التي بذلها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للصول إلى هذه النتيجة في هذا اليوم المبارك، موجها رسائل شكر له، ولكافة الأخيار الذين عملوا في صمت وإصرار وصبر ليعود الشهداء إلى ارض الوطن التي سقوها بدمائهم الزكية يضيف شنقريجة. ودعا شنقريحة، إلى ضرورة استلهام الدروس والعبر من هؤلاء الأبطال، والوفاء للأهداف السامية التي ضلوا ملتزمين بها من أجل تحرير الوطن، والعمل على ازدهاره بين الأمم، ف"لنا فيهم أسوة حسنة ونموذج فكافو أبطالا فخلدهم التاريخ"، يؤكد الفريق إلقاء النظرة الأخيرة اليوم بقصر الثقافة سيكون المواطنون ، اليوم على موعد مع إلقاء النظرة الأخيرة على رفات شهدائهم الأبرار حيث وبعد نقل الرفات إلى قصر الثقافة وصولا من مطار هواري بومدين سيفتح المجال أمام جل المواطنين من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على أبطال المقاومة الشعبية لساعات تنطلق من الثامنة صباحا إلى غاية السادسة ومساء، على أن يتم دفنهم في مربع الشهداء غدا . دفن الرفات غدا بمربع الشهداء تكريما لأبطال المقاومة الشعبية وتمجيدا لتضحياتهم ينتظر أن يتم دفن رفات ال 24 شهيدا من رموز الثورة التحريرية بمربع الشهداء بمقبرة العالية ، حيث من المرتقب أن يقام جنازة رسمية لهم بحضور كبار المسؤولين والشخصيات السامية في الدولة على رأسهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي كان في استقبال الرفات بمطار هواري بومدين لحظة وصولهم إلى أرض الوطن.