نصح مهنيون في الصحة وجمعيات حماية المستهلك بالتطبيق الصارم للإجراءات البسيطة التي دعت إليها السلطات العمومية ولجنة الفتوى لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف لحماية المجتمع من انتقال عدوى فيروس كورونا سيما خلال القيام بالشعائر الدينية لعيد الأضحى المبارك. وشدد رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة البروفسور كمال جنوحات على ضرورة ارتداء القناع الواقي وتفادي الزيارات العائلية وذلك لحماية المجتمع من انتشار عدوى كوفيد-19 خاصة و أن "العالم يعيش أزمة صحية نتيجة ما سمي بالموجة الثانية التي اجتاحته بسبب تفشي الفيروس" الذي لم تبرز بوادر التخلص منه حسب المنظمة العالمية للصحة. ودعا ذات الخبير في علم المناعة ورئيس مصلحة مخبر المؤسسة الاستشفائية العمومية لرويبة إلى التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية سيما تلك التي دعت اليها لجنة الفتوى للقيام بشعائر عيد الأضحى خلال هذه الظروف الاستثنائية التي عكر جوها انتشار فيروس كورونا مؤكدا أن استمرار انتشار الفيروس بنفس الوتيرة الحالية يجبر المجتمعات على التأقلم معه. وأشار في هذا السياق الى أن كل الإجراءات المتخذة للحد من انتشار الفيروس "تبقى بدون جدوى إذا لم يرافقها انضباط صارم من طرف المواطنين للاحتفال بأجواء عيد الأضحى حسب الظروف التي فرضتها الأزمة " مقترحا تدابير "أكثر صرامة" تتمثل - على سبيل المثال - في فرض عقوبات مالية على غرار ما تم تطبيقه بالنسبة لحزام الأمن داخل السيارات. وأعتبر رئيس جمعية حماية وتوجيه المستهلك ومحيطه الدكتور مصطفى زبدي من جهته أن احياء عيد الأضحى هذه السنة يختلف تماما عن السنوات السابقة بسبب تفشي فيروس كورونا مما يفرض التقيد بإجراءات صحية صارمة مشيرا إلى تطبيق الفتوى التي أصدرتها اللجنة الوزارية يوم 14 يوليو الجاري مع الابقاء على هذه الشعيرة شريطة احترام شروط النظافة و التدابير الوقائية. وعبر زبدي عن أمله في أن "لا تسجل الأيام التي تلي عيد الأضحى المبارك ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا على غرار ما حدث بعد عيد الفطر المبارك في ماي الفارط والتي عرفت ارتفاعا مذهلا في عدد الحالات وتدهورا للوضعية الصحية للعديد من أفراد الأسلاك التابعة للقطاع بسبب عدم احترام المواطنين للتدابير الوقائية سيما مسافة التباعد الاجتماعي وارتداء القناع الواقي ناهيك عن الافراط في زيارات الأقارب خلال يومي العيد. وأكد من جهة أخرى أن المستشفيات أصبحت مكتظة وعمالها يعانون اجهادا كبيرا معتبرا أن تخلى المواطن عن الإجراءات التي أوصت بها السلطات العمومية والمنظومة العلمية ولجنة الفتوى من شأنه ي "يزيد الوضع تفاقما". أما رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار فقد شدد هو الآخر على ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية لكبح انتشار الفيروس مؤكدا أنه رغم كون الموالين يطمئنون بوجود عدد كاف من الأضاحي كالمعتاد (بين 3 إلى 4 ملايين) إلا أن ظروف القيام بهذه الشعيرة هذه السنة "تختلف عن سابقتها بسبب تفشي الفيروس". ودعا ذات المسؤول إلى تجنب الذبح الجماعي للأضاحي مثلما في التجمعات السكانية بداخل الأحياء مع الحرص على تعقيم العتاد المستعمل في كل مرة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي. وحث بولنوار المقبلين على شراء الأضاحي هذه الأيام على الغسل الجيد لليدين بعد لمس الكباش وتعقيمها عدة مرات حسب الضرورة و الارتداء الإجباري للقناع الواقي والتنظيف الجيد لمكان الذبح و تفادي قدر المستطاع الزيارات العائلية داعيا الى المزيد من الحيطة والحذر لأن خطر الفيروس - على حد قوله- "لن يتلاشى بعد شهر أو شهرين". ويذكر أن لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية والاوقاف كانت دعت المواطنين إلى الالتزام الصارم بشروط الأمن والسلامة والنظافة خلال عيد الأضحى، وهذا لتفادي انتشار وباء كورونا. وأوضحت اللجنة أنه "يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من البقر أو الإبل ويمكن للمضحي أن ينوي أضحيته عن قرابته كأبويه وأولاده وإخوته وأخواته وغيرهم، وهذا الحكم الفقهي من شأنه تفادي الاكتظاظ والاجتماع المؤديين إلى انتشار العدوى".