تتسرب مياه راكدة لتسقي بذرة غرورها لتعظم في نفسها قدرتها على مواجهة أقوى و أعتى المواقف، لن يكسر لها عود ولن يجف ضرع ما تقتات منه من حليب الدهاء ، ارتدت لتوها شرنقة التكبر مزهوة، يتلقون وعودها بحبور وغبطة ، تغدو أحلامها بجمع أموالٍ طائلة كانتقام من حياة الفاقة التي جثمت طويلا على أنفاسها .. ربحت أصعب القضايا التي عجز أشهر وأقدر المحامين على كسبها أو حتى الاقتراب منها ، أضحت شهيناز أشهر من نار على علم ،كيف لا ترفع رهان التحدي ؟، وهي تسلك طريق الدفاع عن ذوي المهمات المشبوهة غير آبهة ، ذاع صيتها وأصبحت مقصد أهل من أدخلوا السجن واستحال خروجهم وأحكامهم القضائية ثقيلة ، تخرجت من كلية المحاماة كانت الأوّلى على دفعتها ،تكهن كل أساتذتها بقدرتها الفذة في كسب أصعب القضايا ورصد أدق الثغرات التي توصلها لكنه الحقيقة . تمرّ سنوات قليلة يزداد فيها يعدها وإهمالها لأسرتها واقترابها أكثر من تخزين الأموال . ..يظهر تقاعسها في كسب قضايا أخذت أتعابها سلفا ولم تعر أصحابها مشقة رد ّما تقاضته منهم ،حين خسرت قضايا ذويهم ، تراكمت الشكاوى في حقه ، ما كانت تحسب أن هناك من يترصد لحظات سهوها ويثبت جرمها المشهود بتسجيل صوتي خفي لتجد نفسها في دائرة الاتهام ، وقد سحب منها مؤهلها في المحاماة وصودرت أموالها ومنزلها، لا أحد من أسرتها يقضم مُرّ ما لحق بها أو يسكب بوجهها العابس .. لحظة فرح عابرة..