بعنوان الشرف .. و كرامة القبيلة .. اقتتل العرب في الجاهلية أربعين سنة .. ليس من أجل فرد من القبيلة .. بل من أجل ناقة .. و للجاهليين عذرهم في ذلك .. فحقوق الحيوان لديهم .. ليست أقل أهمية من حقوق الإنسان .. لذا لا يميزون بين حيوانات القبيلة و أشخاصها قرأت ما جرى في ناحية من نواحي الصحراء الجزائرية .. من اقتتال بين قبيلتين .. واحدة عربية اسمها " البرابيش " .. و أخرى بربرية اسمها " إيدنان " .. فتذكرت قصة الناقة .. و أدركت أن الزمن عندنا يرفض مغادرة الماضي .. و في أحسن الأحوال هو زمن متوقف .. إلى إشعار آخر . *** و المشكلة التي تثير الانتباه .. أن صراع القبيلتين .. يتولاه الشباب و ليس الشيوخ .. بما يعني أن مستقبلهما قد مات .. و دفن في عقول هؤلاء الشباب .. أما الشيوخ المساكين .. فليس أمامهم سوى أن يضرعوا إلى الحكومة .. أن تفرض الأمن .. وتقبض على ( الملثمين ) . هذه هي القصة بكامل بؤسها .. لا أنظر إليها من زاوية .. من الظالم و من المظلوم .. و لا عن السبب إن كان وجيها أو تافها .. بل أنظر إلى هؤلاء المتصارعين .. و هم لا يزالون محبوسين .. في شرنقة القبيلة .. و بطولات داحس و الغبراء . *** يفترض .. حين نستيقظ كل صباح .. و بعد أن نفرك أعيننا جيدا .. أن نجد الجزائر قد انتقلت خطوة إلى الأمام .. فتخلصت من جزء من تخلفها .. و كسبت شيئا جديدا من قيم العصر .. عصر " الديجيتال " و الطائرات بلا طيار .. و الهاتف الذكي .. و حقوق الإنسان .. و قيم المواطنة . غير أن قطار الزمن عندنا .. يتحرك في الاتجاه المعاكس لرغبة الراكبين .. و السائق لا يهمه الاتجاه .. بل يهمه أن يبدو القطار متحركا .. حتى و إن ظل ساكنا .