تفصل الجزائريين ثلاثة أسابيع عن موعد انطلاق الحملة الدعائية لانتخابات 12 جوان التشريعية ، التي تفتح مجالا جديدا أمام الشعب لاختيار من يمثلونه في المجلس الشعبي الوطني ، ضمن انتخابات نيابية مسبقة ، بعد حل المجلس السابق الذي تعرّض إلى انتقادات لاذعة و طالب الجميع بذهابه و هو ما كان ... وطبقا للإصلاح الدستوري الذي أثراه المشرّع الجزائري و أيضا المشاركون في تقديم الملاحظات و البدائل حوله من أحزاب و شخصيات وطنية و المصادقة عليه شعبيا ، بالإضافة إلى تعديل القانون العضوي المتعلّق بالانتخابات فسيمكّن النظامان (الدستور و القانون) الانتخاباتِ التشريعية من مزايا كثيرة قد تحجب و إلى الأبد الشوائب التي اعتلت عديد المواعيد الانتخابية السابقة و المشهد السياسي عموما و وضعتها في دائرة الاتهامات بالتزوير و مصادرة الرأي الشعبي، و أمام هذه الضمانات قد تعرف المشاركة الشعبية في الموعد الوطني تغيّرا جوهريا مع عودة الناخبين إلى مكاتب الاقتراع من جهة و أيضا إقبال شرائح مجتمعية و مهنية لاسيما في وسط الشباب على الترشّح و خوض التجربة في دخول مجلس النوّاب و التشريع للأمّة بكل صدق و مصداقية ، بعد أنّ ظلّت فئة معيّنة من النخبة الجزائرية على الهامش ، لا تجد طريقا إلى طرح اسمها ضمن القوائم ، و إن هي ترشحت فإنّها تتذيّل ذات القوائم بعد الشروط التعجيزية التي كانت تضعها الأحزاب أو قادتها بشكل أصح في وجه الراغبين و هي شروط أغلبها مرتبط بالمال و الدفع بدل إرساء قاعدة توطّن لرصيد سياسي و حزبي يرفع من شأن مستوى من يشرّعون للأمّة. و حسب المادة 203 من القانون العضوي للانتخابات فقد انتهت أجال إيداع ملفات الترشح الخميس الماضي ليبدأ الطعن يوم الجمعة 23 أبريل، غير أنّه و بطلب من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وبعد استشارة مجلس الدولة والمجلس الدستوري وأخذ رأي مجلس الوزراء، وقع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمرا يعدل ويتمم الآمر رقم 21-01 المؤرخ في 10 مارس 2021، والمتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، يقضي بتمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للانتخابات التشريعية ليوم 12 جوان 2021 ب 5 أيام ليصبح آخر أجل لإيداع ملفات الترشيحات يوم 27 من الشهر الجاري . و تقدمت إلى السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات إلى حدّ الآن و بغرض الترشح 1755 قائمة تابعة لأحزاب سياسية معتمدة و 2898 قائمة حرة . و إن يبدو الجوّ هادئا على مستوى المشهد الحزبي و لا تزال التصريحات مقتضبة سواء من طرف الأحزاب السياسية أو الأحرار حول فحوى الخطاب الانتخابي و التحضيرات على مستوى القواعد لدخول غمار السباق ، فإنّ كثيرا من هذه الجهات تتكتّم بشأن شعاراتها و أسماء مرشحيها و خطّة تسييرها للحملة و العملية الانتخابية يوم الاقتراع .