تعد منارة " تنس" أولى المنارات البحرية التي تم تشييدها إبان الحقبة الاستعمارية، وذلك سنة 1861 ، والتي لا تزال إلى غاية اليوم ، منتصبة تنير درب السفن عبر البحر الأبيض المتوسط ، وبارزة من على أعالي جبل سيدي مروان تستقطب كل زائر لمدينة تنس الساحلية .. هذه المنارة زارها أكبر القادة السياسيين ومشاهير الفن خلال سنوات الخمسينيات والستينيات على غرار الرئيس الروسي الراحل "جوزيف ستالين"، وبعض الممثلين الفرنسيين ، ويكتسي هذا المعلم أهمية أثرية ومعمارية وتاريخية كبيرة ، فهو يتسم بهندسة معمارية فريدة من نوعها، ويعد من أهم المنارات المتواجدة عبر الجزائر لأنه شاهد مادي على عراقة البحرية للمدينة ، أما فيما يخص نشاطه فما زال مستمرا ، غير أنه تعترضه مشاكل عدة كونه قريب من محطتين لاستخراج الحصى الذي شوهه المكان .. كما أنه كان يحتوي على السجل الذهبي للزوار و المتوافدين عليه، خاصة الشخصيات العالمية كرئيس الاتحاد السوفياتي ستالين الذي زاره سنة1951وأمضى في السجل الذي اختفى من المنارة سنة 1996 ، و نتيجة الأسباب التي تم ذكرها يستوجب التعجيل في تسجيل هذا المعلم الأثري ضمن قائمة الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية للولاية، للحد من هذه التجاوزات والاعتداءات المسجلة في حقه هذا رغم الأهمية التي يكتسيها، حيث تحتل (المنارة) موقعا متميزا وهاما بين كل منارات المتواجدة على سواحل البحر المتوسط ، فقد بنيت على كتلة صخرية ضخمة عمودية الشكل من الحجر الكلسي الأبيض على ارتفاع 640 م على الواجهة البحرية لمنطقة سيدي مروان الواقعة على بعد 15 كلم شرق المدينة الساحلية بالقرب من مغارات رأس تنس الأثرية وقد سمح الموقع الجغرافي لهذا المعلم الأثري بوصول أنواره إلى كل الجهة الغربية من ساحل ولاية الشلف يحده من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب جبل سيدي مروان، ومن الشرق طريق متصل ببلدية بني حواء ، أما من الغرب فهناك البحر المتوسط ، مع العلم أن المبنى تابع للأملاك العمومية البحرية ومسير من قبل وزارة النقل حسب إرسالية مديرية أملاك الدولة رقم 2906 بتاريخ 26 مارس 2015 .