تعرف ظاهرة الغش في الامتحانات انتشارا مقلقا في أوساط التلاميذ و الطلبة في مختلف الأوساط و المؤسسات التربوية حيث لم يعد الأمر يقتصر على التعليم العالي أو الأقسام النهائية بل أصبح يشمل جميع المستويات فحتى تلاميذ التعليم المتوسط صاروا يبتكرون شتى الطرق لممارسة الغش باستخدام مختلف الوسائل غير المشروعة من اجل التحصل على نقاط جيدة في الامتحانات دون العناء و بذل أي جهود في مراجعة الدروس و الحفظ هذا و مع تطور وسائل الاتصال و التكنولوجيا أصبحت عملية الغش أكثر سهولة و تطورا عن السابق أين لم يكن هناك سوى الكتابة على الأوراق أو كما تعرف ب"الحروز" و الكتابة على الجدران و الطاولات ليتعدى الأمر كل ذلك إلى أشياء جديدة أكثر حداثة خاصة مع توفر احدث الهواتف النقال كالهواتف الذكية لدى شريحة كبيرة من المتمدرسين ما يساعد على نقل المعلومات بينهم عن طريق الصور و بالبلوتوث إضافة إلى الرسائل القصيرة أو الأس أم أس إلى جانب طرق أخرى كوضع سماعة الأذن أو "الكيتمان" و الاتصال بشخص خارج قاعة الامتحان من اجل التزود بالمعلومات اللازمة... طرق كثيرة باتت مكشوفة لدى الجميع حتى الأسرة التربوية من أساتذة و معلمين غير أن محاربتها ليس بالأمر الهين فغالبا لا يفضح هؤلاء التلاميذ أثناء قيامهم بالامتحان ما جعل العديد من الأساتذة يدقون ناقوس الخطر مشددين على ضرورة مكافحة الظاهرة بدءا من البيت أي بتضافر جهود الأولياء مع جهودهم هذا و بالجهة المقابلة يرى عدد كبير من التلاميذ أن الأمر لا يتعدى كونه شطارة و عادة يتناقلونها بينهم فالشاطر بينهم من يأخذ أحسن العلامات دون أن يكشف أمره أما من يعتمد على نفسه و لا يغش فيكون أمام زملائه الجبان الضعيف بغير ذلك تماما يرى المختصين في علم الاجتماع و النفس ظاهرة الغش في الامتحانات حيث يشخصونها كأخطر الظواهر التي يشهدها الوسط المدرسي لما لهذه الظاهرة من تأثيرات سلبية على المجتمع ككل و على التلميذ بشكل خاص باعتباره الفرد الذي سيبني مجتمع الغد و بإقدام هذا التلميذ على ممارسة الغش في هذه المرحلة من حياته فهو بذلك يكتسب لا إراديا عدد من الصفات التي ستزرع فيه و ترافقه إلى غاية الكبر و عن هذه الصفات و كما يعددها المختصين فهي فقدان روح المسؤولية _ ضعف الشخصية _ تقبل الفشل بسهولة . . . و غير ذلك أما عن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة أو الآفة فلم يحمل هؤلاء المختصين الذنب كله على التلاميذ بل وضعوا جزءا كبيرا منه على الأساتذة و المعلمين باعتبارهم مقصرين في حق هؤلاء بعدم إمدادهم بالنصائح الكافية و المواعظ فالأستاذ مربيا و وظيفته لا تقتصر على التدريس فقط .