التغيرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري وصلت إلى أعلى درجاتها وصارت تهدد حياة البشرية كلها وقد باءت بالفشل كل الجهود الخيرة الهادفة إلى حماية كوكبنا من التلوث والتدهور وقد صدر هذا الأسبوع تقرير جديد عن الأممالمتحدة حول المناخ يحمل الكثير من التشاؤم فدرجات الحرارة سترتفع ب 1.5 درجة مئوية إلى غاية سنة 2030، بينما كانت معاهدة باريس للمناخ الموقعة بفرنسا سنة 2015 من قبل ممثلي 175 دولة تهدف إلى خفض درجات الحرارة ب 1.5 إلى 2 بالمائة في المدة المذكورة سابقا . ومن عوامل تغيير المناخ والاحتباس الحراري ازياد النشاط البشري في مجال الصناعة والنقل باستعمال كميات متزايدة من الوقود التي تؤدي إلى زيادة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو وكذلك قطع الأشجار وحرق الغابات الذي نشهد موجة كبيرة منه هذه الأيام في تركيا واليونان وكاليفوريا بأمريكا وأستراليا والجزائر وتونس وقد وصل دخان الحرائق إلى منطقة القطب الشمالي الذي بدأت ثلوجه في الذوبان مما سيرفع من منسوب المياه في المحيطات وغمر العديد من الجزر وارتفاع أمواج البحر وهناك فيضانات أيضا كما حدث مؤخرا بألمانيا وعدد من الدول الأخرى فهناك اضطراب كبير في دورات المناخ سيكون لها تأثير سلبي على حياة البشر المهددة بظهور أمراض جديدة و أوبئة ومنها جائحة كورونا فالوضع خطير والمستقبل قاتم إن استمرت الدول الصناعية في تعنتها وتجاهلها لهذه الأضرار والمخاطر فالتهديد المناخي تهديد وجودي قاتل وبالنسبة لمنطقة شمال إفريقيا التي ننتمي إليها فهي معنية وتعرف موجة من الحرارة غير مسبوقة زادتها الحرائق سوء وإذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية فمنطقتنا تصبح غير قابلة للحياة .