يتمحور ملف هذا الأسبوع حول عملية الحرث والبذر ، وما ينجر عنها من مشكل نقص كمية البذور، التي أرّقت يوميات الفلاحين، وباتت عائقا كبيرا ،يعرقل نشاطه الفلاحي، خاصة بعد شح الأمطار خلال السنوات الأخيرة، والذي انعكس سلبا على الإنتاج. وكبد الفلاح خسائر هو في غنى عنها، فحتى البذور لم يستطع المزارع الحصول عليها بأسعار مدعمة لنقصها بمعظم التعاونيات التي لم تستقبل محصول السنة الماضية إلا القليل منه، وإن وجدت فبكميات ضئيلة جدا لا تكفي احتياجات الفلاح ، وبالسوق الموازية غلاء البذور وسعرها الملتهب يمنع الفلاح البسيط حتى من الاقتراب منه ، وحملة الحرث والبذر تتأخر ، ولهيب الأسعار يتواصل ويرتفع، لقد طال كل الأنواع، سواء بذور الحبوب للمحاصيل الكبرى أو الخضروات الموسمية، بين هذا وذاك يبقى الفلاح ينتظر الفرج،لعل وعسى. وللوقوف على أهم المحطات ،ارتأينا أن نزور بعض ولايات الغرب، ونأخذ انشغالات بعض الفلاحين، لتحليل الوضع أكثر، فمثلا سيدي بلعباس بحاجة إلى 40 ألف قنطار مقابل مخزون لا يفوق 4500 قنطار، و تم تسجيل نقص كبير في بذور الشعير بالولاية، وبمعسكر البذور غائبة بالتعاونية وأسعار خيالية بالمحلات ، وفلاحو عين تموشنت يشترون كميات تُقاس بالغرام ،بسبب الغلاء فبذور الطماطم ب 60 مليون سنتيم للكلغ ، ومزارعو مستغانم يؤكدون أنها تحقق مردودا أكبر في الهكتار «بذور البطاطا المستوردة تتقلص إلى الثلث»،وقلة البذور بسعيدة يُرغم الفلاحين على تأخير حملة الحرث والبذر، والفلاحون بادرار يشكون رداءة المنتوج المحلي و ارتفاع أسعاره ب30%، وطوابير طويلة أمام التعاونيات من الساعات الأولى بالشلف وصعوبات في التسجيل والبيع ابتداء من 1نوفمبر، وأما بالبيض انعدام نقاط البيع وغرف التخزين ومصاريف النقل والغلاء، معوقات أخرى تحول دون توفير مردود جيد ...كل هذه النقاط سنتناولها بالتفصيل في عدد اليوم.